وقد أجمع الذين حدثوني عن تلاوة الشيخ عمر للقرآن الكريم أو كادوا على أنه كان يختم القرآن كل أسبوع في الأيام المعتادة، أما في رمضان فإنه كان يختمه في كل يومين مرة.
وهذا شيء معروف لي أنا وأمثالي من الذين أدركوه وأدركوا أمثاله من العلماء العاملين.
ذلك بأن تلاوتهم للقرآن ليست جهرية ولا بطريقة التلاوة المجودة، وإنما كانوا أحيانًا يتلونه سرًّا، ولكنها قراءة تأمل.
صلاة العيد:
لا أزال أذكر صلاة العيد خلف الشيخ عمر بن سليم، في مصلى العيد في جنوب بريدة، إذْ يخطب الخطبة وما يتخللها من التكبيرات والتحميدات وأحكام زكاة الفطر في خطبة عيد رمضان، وأحكام الأضاحي في خطبة عيد الأضحى، وكل ذلك غير مستغرب منه.
ولكن المستغرب تأثير خطبته على الناس أذكر أنه إذا قال في خطبة العيد:(الله أكبر) وكررها يرفع أصبع يده السبابة المسماة عند العوام بالشاهد، ويخرجه إخراجًا عجيبا بخشوع واستذكار لجلال الله سبحانه وتعالى وعظمته، حتى إنني بكيت مرة وأنا أتابع ذلك منه.
وقد صادف أن صليت العيد بعد وفاة الشيخ عمر بخمسين سنة في المكان نفسه وهو مصلى العيد الجنوبي، وكان في أول الأمر هو الوحيد الذي تصلي فيه صلاة العيد، وليست فيه أبنية، ولم يحط عليه بحائط، فكان خطيب لا أعرفه يخطب من ورقة حتى إنني رأيته إذا أراد أن يقول: الله أكبر نظر إلى الورفة كأنما يخشى أن ينساها.
ومع ذلك لحن في آية قرآنية، وليس لكلامه أي وقع أو تأثير على نفوس سامعيه، لأنه يلقي خطبته المكتوبة كما يلقي التلميذ الغبي كلمة في مدرسته.