للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعجبت والله أشد العجب من اختلاف الزمان، بل من اختلاف أقدار الرجال وتفاوت تأثيرهم على الناس.

التأليف:

لا شك في أن المرء يتوقع أن يجد مؤلفات كثيرة لمثل هذا العالم الجليل الذي صار شيخ المشايخ، إذ تخرج به عدد كبير من المشايخ القضاة والمدرسين في المساجد، وكثير منهم تولى وظائف قضاء أو ارشاد أو تدريس ولكن الواقع ليس كذلك، فالشيخ عمر بن سليم رحمه الله لم يشذ عن القاعدة التي وجدنا عليها علماء نجد عندما عقلنا الأمور وهو زهدهم في التأليف واعتمادهم على أصول الكتاب والسنة القديمة إضافة إلى كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وتلامذتهم وهي قليلة وأكثرها رسائل مختصرة.

ولذلك لا يجد الباحث في آثارهم قوائم المؤلفات عديدة كما عليه الحال بالنسبة إلى أمثالهم من علماء الأمصار.

وليس ذلك لقصور في علمهم، فهم وبعضهم بحور في العلم وبخاصة في الحديث والعقيدة والتفسير، ولكن تلك عادة ساروا عليها، ربما كان التواضع وغمط النفس نصيب في وجودها، وربما كان لعدم رغبتهم في الاشتغال بالتأليف عن الدروس التي تفيد طلابهم وتلاميذهم، فيرون أن صرف الوقت فيها أفضل من صرفه في التأليف وإنما خلفوا من الموروثات رسائل علمية في مسائل مختصرة أو نصائح علمية ومنها هذه الرسالة للشيخ عمر بن سليم رحمه الله.

قال الشيخ عمر بن محمد بن سليم: "من عمر بن محمد بن سليم، إلى كافة الإخوان من أهل الأرطاوية، سلك الله بنا وبهم صراطه المستقيم، وثبتنا على دينه القويم، وأعاذنا من الأهواء المضلة والسبل المفضية بسالكها إلى طريق الجحيم.