وحدثني أكثر من واحد منهم سليمان بن عبد الله العيد أن الشيخ عمر بن سليم جمع أهل بريدة في جامع بريدة في وقت الضحى في سنة مجدبة أصاب الناس فيها شدة، وقال لهم: تبرعوا الفقراء المسلمين، وكان هو أول المتبرعين فاكتتبوا بمبالغ طيبة في ذلك العصر.
وسبب ذلك أنه أصاب الناس جدب وتأخر في المطر فلحق الأعراب، وأهل القرى من ذلك ضرر.
وقيل: جاءت امرأة تخاصم زوجها لدى الشيخ عمر بن سليم رحمه الله، وادعت أنه عنين، وأنها تريد أن يطلقها، لأنها تريد أولادًا، فلم يحكم الشيخ عمر لها ولا عليها أول وهلة، وإنما وعظها وأمرها بالاحتساب والصبر، وأنها لا تدري أين الخيرة، غير أنها لم تقتنع بذلك، وصممت على دعواها، فأقامهما من عنده من عير حكم، وكان زوجها يعمل بمزرعة قرب البلد يروس الماء، أي يرسله إلى حياض الزرع، والشيخ يعرف محل عمله وأوقاته.
فأمر الشيخ اثنين من أصحابه، قال لهما: إذا كان بعد صلاة الصبح بقليل: أخرجا إلى فلان تجدانه بروس (يسقي) في نخل الشقيري خارج سور البلد، فسلما عليه، وانظرا في حاله إلا إذا أقر لكما بأنه عنين، فذهب الرجلان إليه ولمسا مقلتيه، من وراء ثوبه يعني (خصيتيه) لينظرا هل هي مرتفعة، أم منكمشة، أم سائلة بمعنى رخوة متدلية.
فلما كان بعد صلاة الفجر خرجا ووجدا الرجل يسقي زرعه فسلما عليه ودعيا له بالمعونة، وتحدثا معه، ثم قالا له: (لا حياء في الدين يا فلان، إن الشيخ أمرنا بسوالك ونحن نريد أن نلمس خصيتك من وراء ثوبك، فقال الرجل: لا مانع سمعًا وطاعة، فقربا منه ولمسا خصيته وهو لابس ثوبه أي اللمس غير مباشر، فوجداها رخوة سائلة رغم أن الوقت بارد: فسيلانها في هذا الوقت يدل على عدم فحولة الرجل، فيدل على صدق ما تدعيه المرأة، إضافة إلى قرائن