للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يمر يوم حتى يزوره عدد كبير منهم من كبار الجماعة من المشايخ وطلبة العلم حتى أسلم الروح في يوم ١٦ من ذي الحجة عام ١٣٦٢ هـ.

قال الشيخ صالح العمري:

مرضه ووفاته رحمه الله:

سبق أن قلنا إنه قليل الأكل كثير العمل في الليل والنهار مما أضعف جسمه، وقد أحس رحمه الله في آخر حياته، فأراد العزلة عن الناس بمزرعة كانت له خارج بريدة تسمى النقرة غرب القصيعة، فاتخذ فيها منزلًا وقال للطلبة إنه سيبقى هناك فمن أراد طلب العلم فليلحق به هناك، واتخذ ما يلزم الإطعام الطلبة وسكناهم عنده، وبقي هناك فترة قصيرة عبارة عن عدة أيام، وأبرق للملك عبد العزيز يستعفيه من القضاء، فأصر الملك على عودته لبريدة وعدم إعفائه من القضاء، فامتثل مكرها وبقي على ضعف جسمه بضعة شهور، ولكنه كان يبدو عليه الإجهاد فيصبر احتسابًا ولا يبين ذلك ولا يعرفه إلا بعض خواصه وأهل بيته، وفي شهر القعدة بدأ يزيد عليه المرض ولكنه لم يقفل بابه عن المراجعين والمستفتين والزوار، وقد حضر صلاة عيد الأضحى مأمومًا على غير عادته، وحمل إلى المصلى على دابة وبعد العيد ثقل جسمه، وزاد عليه المرض، إلى أن وافاه الأجل في يوم الاثنين الموافق ١٦ من شهر الحجة عام ١٣٦٢ هـ في حوالي الساعة السادسة غروبي مع أذان الظهر، وكان قبل خروج روحه بنحو نصف ساعة قد طلب زوجته وأدخلته مغتسلًا قريبًا من فراشه فاغتسل وتوضأ ولبس ثوبًا جديدًا ثم عاد إلى فراشه متجهًا نحو القبلة، وأمر القارئ الشيخ عبد العزيز بن صالح بن سليم أن يقرأ القرآن، وقد استمر الشيخ عبد العزيز يقرأ القرآن والشيخ عمر يسأل عن الأذان بين فترة وأخرى واستمر الشيخ عبد العزيز يقرأ وكنا مجموعة من أقاربه حوله وكان أعرفنا لهذا الأمر ابن أخيه عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سليم فرأيناه يذكر الله