للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعزل الملك الشيخ عمر، وأن الملك قال أرضوا إبراهيم الرشودي، فأعيد إلى منصبه، وهذه خرافة لا أصل لها ولا تستحق الرد عليها، والخلاف بينه وبين إبراهيم الرشودي شخصي يتعلق بشكوى شفهية تقدمت بها إحدى زوجات إبراهيم الرشودي للشيخ عمر طالبة أن يكلم إبراهيم الرشودي بشأنها فكلمه فغضب إبراهيم الرشودي، وقال: كيف يتكلم في مسألة عائلية تخصني؟ ولم يحدث شيء مما ذكر، ولا كان الخلاف بين الشيخ عمر وطائفة من أهل بريدة كما ذكره.

وكان عمر يرتاد عنيزة كل شهر (١) لزيارة أخيه الأكبر عبد الرحمن وأولاده، ويحضر جلسات جدي الشيخ صالح بن عثمان، وكان بينهما مراسلات وارتباط ويستفتيه دائمًا عما يستشكله من القضايا، ويبعث كل واحد كتابًا في أوقات الأهلة، وكان كثير الحج والتنقلات كثير التلاوة لكتاب الله شيخًا يحنو على الفقراء، وصولًا للرحم، كثير الصمت لا يتكلم إلا قليلًا مربوع القامة حنطي اللون متوسط الشعر ممتلئ الجسم وافاه أجله المحتوم في ١٧ من شهر ذي الحجة من عام ١٣٦٢ هـ فحزن الناس لفقده لما كان يتمتع به من أخلاق عالية وكرم وحلم وصلينا عليه صلاة الغائب ودفن في مقبرة فلاجة في بريدة وخلف ابنيه عبد الله وإبراهيم (٢).

وهذه مرثية في الشيخ عمر بن محمد بن سليم المتوفى في ١٦ ذي الحجة ١٣١٢ هـ للشيخ صالح بن عثيمين الآتي ذكره في حرف العين إن شاء الله تعالى، وقد نقلت هذه المرثية في عام ١٣٦٤ هـ:

مصاب عظيم حق فيه التلهف ... وصارت به عيناي بالدمع تذرف

ولا بدع أن استبدل الدمع في دم ... فما ناظر يبكي الدم الآن مسرف


(١) لم نسمع بهذا.
(٢) روضة الناظرين، ج ١، ص ١٣٦ - ١٣٩.