فقال لي عقيل العبودي: وكان أسن مني بسنتين تعال نروح للمعلم ندخل في المدرسة، فقلت له: لا، اللي يدخله تروحه الحكومة لليمن.
فقال: أنا إن ما روحتني الحكومة لليمن رحت بنفسي.
ودخلنا بالفعل ولم أبق فيها إلا يوما واحدا، وكان مديرها موسى عطار، أعطانا مجموعة من المقررات المدرسية ودفاتر ومصحفا شريفا فأرجعتها إليه بناء على أمر والدي الذي قال لي: يا وليدي ما أبيك تروح لليمن وتخلينا.
فأدخلني والدي في مدرسة ابن سليم هذه.
ولكن من الغريب أن موسى عطار لم ينجح، رغم أهليته وكفايته في جذب الطلاب إلى المدرسة فعينت مديرية المعارف الأستاذ عبد الله بن إبراهيم السليم بناء على أمر من الملك عبد العزيز الذي أبرق إليه الشيخ عمر بن سليم بأنه ينبغي أن يكون مدير المدرسة من أهل بريدة فعين الأستاذ ابن سليم مديرًا في المدرسة الحكومية وانتقل من مدرسة السيف الخيرية هذه وتقع في جنوب بريدة القديمة إلى مكان يملكه آل سيف وهم ذرية ناصر السليمان بن سيف ويقع في شرق بريدة القديمة إلى الغرب من ميدان الجردة وإلى الشمال من أعلى السوق الكبير، وهو المكان الذي بقيت فيه المدرسة عشرات السنين.
وقد بقي الأستاذ عبد الله بن إبراهيم السليم مديرًا لهذه المدرسة حتى نقل إلى إدارة المدرسة التذكارية وبعضهم يسميها الأهلية في الرياض.
واستمرت المدرسة السعودية في بريدة كما كانت تسمى في ذلك الوقت نسبة إلى آل سعود أو الحكومة السعودية وليست نسبة إلى الملك سعود قبل أن تسمي الفيصلية في ذلك المقر حتى بعد ترك الأستاذ عبد الله لها منقولا إلى الرياض.
وبسبب نقله إلى الرياض أن مدينة الرياض لم تفتح فيها أية مدرسة حكومية