عندما حضرت اللجنة التي قد عينت لاختيار الطلبة الأسوياء الذين تتوفر فيهم الشروط المطلوبة لطلاب دار التوحيد فوقع الاختيار من مدرسة بريدة على عدد لا بأس به وكان يطلق على مدرسة بريدة في ذلك الوقت المدرسة السعودية التحضيرية وعندما تحدد سفر الطلاب الذين وقع الاختيار عليهم اختبأ بعضهم، وعندما اتصل الأمير بأوليائهم زعموا أنهم لا يعرفون عنهم شيئًا ولكن الأمير كان حازمًا وهو الأمير عبد الله بن فيصل بن فرحان وأخوه سمو الأمير فهد بن فيصل اهتدوا إلى المواضع التي اختبأوا فيها وسافروا مع زملائهم الراغبين.
وقد صدر عليَّ الأمر بأن أسافر بهم مع زملائهم الذين اختيروا من مدرسة عنيزة، فسافرت بهم جميعا إلى مكة وبعد تأدية العمرة اتصلت بسمو الأمير منصور بن عبد العزيز رحمه الله لأنه المشرف على الدار فكتب سموه لمدير دار التوحيد وكان آنذاك الشيخ بهجت البيطار، وكان رجلًا فاضلًا فشرحت له أحوال الطلاب وأن بعضهم قد جئ به بدون رغبته وبعد إتمام الدراسة من السنة الأولى سيسافر الطلبة إلى بلادهم ليقضوا الإجازة عند أهاليهم فجمعهم الشيخ بهجت وقال يا أولادي بلغني أن بعضكم قد جيء به إلى الدار بدون رغبته والآن قد رأيتم الدار ومعاملتها لكم وما يؤمل لكم من مستقبل زاهر إن أنتم أتممتم دراستكم، والآن الذي يرغب منكم الرجوع فالله يحييه والذي لا يرغب استئناف الدراسة فهو في حل من عدم الرجوع.
وبعد انتهاء العطلة الصيفية رجعوا جميعًا ما عدا اثنين استطاع أولياؤهم التأثير عليهم لم يستأنفا الدراسة، وبعد أن تخرج زملاؤهم وأسندت إليهم مناصب كبيرة ندما ندمًا عظيمًا وانحيا باللائمة على أوليائهم حيث لا ينفع الندم.
نعرف أن لكم اهتماما كبيرا في علم الفلك وحساب التقاويم .. هل لكم أن تحدثونا عن ذلك، وما هي جهودكم ومؤلفاتكم في هذا المجال؟