هذا يحسن بعض الإملاء فقط، وحتى الكبار الذين عليهم المعول، إذا نظرت في كتابتهم تجد فيها أخطاءً إملائية وأخطاءً نحوية.
ونظام الدراسة في الكتاتيب يقوم على وجود المطوع، وهو عادة واحد، وعنده من مائة إلى مائة وخمسين طالبًا، ويقسمهم إلى فئة تتعلم الخط، وفئة تتعلم الإملاء، وفئة تتعلم الحساب، وفئة تصحيح، أي أن الطالب يقرأ والمطوع يرد عليه غلطاته، وإذا قرأ الطلاب المنتهون، وزَّعهم على الفرق الجديدة المكونة من الطلاب الذين دخلوا حديثًا ليعلموهم ويساعدوهم.
ثم يجيء متعلم الخط الذي يكون المطوع قد خطَّ له على لوح أو شيء، وهم يكتبون، فإذا قضى هؤلاء عملهم حطَّ لهم مسألة حسابية، ونقل من جهة إلى جهة هؤلاء يشغلهم بهذا الدرس، ثم يجيء للمجموعة الثانية وينظر عملهم، وهكذا بالتبادل، والمتفوقون من الطلاب يساعدون المطوع على الطلاب الذين في متناول قدرتهم ويستطيعون إفادتهم.
ثم إن هنا ناسًا عندهم ألواح من الساج تطلى طليًا، لها طينة خاصة أشبه شيء بالطباشير، يغطي على الكتابة ويعرضونها للشمس بضع دقائق فتيبس، ثم يكتب بقلم مصنوع إما من قطعة خيزران أو من أي شيء يمكن أن يكتبوا به، ويسمح المطوع للطلاب المتفوقين بان يكتبوا لزملائهم، ويوجد بعض الكراسي، يحطون عليها المصحف ويقول المطوع لبعضهم: اكتب من هذا إلى هذا، فيصورون عليها ويكتبون ثم يدرسون زملاءهم بالتبادل، وهذه طريقتهم.
كان هناك ما يسمَّى بالملازم، وهو الشخص الذي ليس له وظيفة شاغرة، فيلازم في المدرسة إلى أن تشغر وظيفة فيوضع فيها، وليس للملازم راتب.
والكتاتيب مثل الضرائر (١)، كل كتَّاب له عياله، ويتقولون على بعضهم، فلان فيه
(١) الضَّرة: إحدى زوجتي الرجل: أو إحدى زوجاته (ج) ضرائر، ويقال: بينهم داء الضرائر: الحسد.