ما لا فيه، ولو يقدر أحدهم على رجم الثاني لرجمه، إلا أنا فكانوا كلهم يتصلون بي.
وأنا كان عندي مدرسة أشبه شيء بالمدارس النظامية.
وكنت أعلم فيها الخط والحساب والإملاء وكتابة الرسائل، وقد تعلمت من والدي، كان عنده كتاب، وعندنا لوالدي مجموعة من كتابته بخطه منها:(أعلام الموقعين) و (حادي الأرواح) لابن القيم، ومنها (اقتضاء الصراط المستقيم) بخطه أيضًا، وكان ورَّاقًا، رحمه الله يكتب كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن ظهر قلب وهي:(آداب المشي إلى الصلاة وكتاب التوحيد وكتاب كشف الشبهات وثلاثة الأصول).
كان أبي إمام مسجد، وبعد أن توفي طلبني أهل البلاد فكنت أصلي بهم رمضان وأعطيهم درسًا بعد العصر ودرسًا بعد العشاء.
كان ترشيح الأئمة المساجد يتم من قبل قاضي المدينة، وكل القرى مرتبطة به، فكان هو بمثابة رئيس قضاة، وأذكر عندما توفي الوالد أني كنت حاجًّا بأخوات لي، فخاف أهل البلد أن يعين لهم القاضي أحدًا ما عرفوه أو ما يرضونه أو أي شيء من هذا القبيل.
وحذرًا من ذلك جاءوا إلى القاضي وطلبوا أن أكون إمامًا للمسجد، وقال لهم القاضي: ما يخالف، إن جاء - إن شاء الله - استلحقناه وألزمناه، ولما جئت قال لي القاضي: الجماعة اختارتك، وأنت - إن شاء الله - أحتسب، وترانا عيّناك إمامًا لهم.
قلت: أنا يا شيخ، لا رغبة لي بذلك، عندي المدرسة، ولا رغبة لي بالإمامة.
فقال القاضي: لا، من البر بالوالد أن تقبل، وتحقيقًا لرغبتهم.
وأقنعني وصرت إمامًا لهم.
وكما سبق القول فإن عندي مدرسة، وهي كتَّاب قديم، مدرسة آل سيف،