فقال: ما يباع، يقول لي: ما يباع وكأني أجرمت، كنت أقول: أولًا إن مديرية المعارف أعلنت، وما تقدمت بطلب لها، ثم إني كلفت بأمر شيخكم ومشايخكم وذوي الشأن من بلادكم وولي الأمر، فأي شيء تريدون بعد هذا؟
صارت المدرسة تتعثر وتتعثر وتتعثر وتتعثر وتتعثر إلى أن خرَّجت الفوج الأول من خريجيها الذين أخذوا الشهادة الابتدائية.
فقامت المدرسة على قدميها، وخطت خطوات، وشقت طريقها، وخرج منها ناس يدرسون عند الشيخ ومنهم على الحصين.
ومنهم أيضًا من جلسوا عنده يقرأون النحو عليه مع الطلاب في الصبح وعندما بدأ الطلاب يعربون، قال:
- من أين جاء هؤلاء الطلاب؟
- من المدرسة!
- والمدرسة تعلم النحو؟
وكنت أنا خطاطًا وتعلم طلاب المدرسة الخطوط عندي، وكل الذين دخلوا تلك المدرسة صارت خطوطهم جميلة جدًّا، وكانت لي كذلك عناية ويد في الرياضيات بدأت منذ أن كنت صغيرًا عندما درست على والدي واستمرت عنايتي بها فيما بعد.
إمكانية المدرسة:
في ذلك الوقت كانت المدرسة تُعطى ثلاثة مصاحف من الحكومة، وثلاث نسخ من مقرر التوحيد، وثلاث نسخ من مقرر الفقه، أما الهندسة فوالله ما عندنا من أدواتها لا منقلة ولا فرجارًا، ووالله إني قد سويت لهم قطعًا من الكرتون وقسمتها أنا بنفسي، والله إن عليًّا الحصين (رحمه الله) يقول: إن