وخطابات، وقد أعجب الملك بذلك، وجئناه في غد ذلك اليوم وسلمنا عليه وكان في (الزبارة) خيَّم فيها، وجاءه الجماعة فيها.
على إثرها قال الملك عبد العزيز لأهل الرياض: الناس الذين جاءوا لخدمتنا ما جاءوا ليخدمونا ويضيعوا أبناءهم، ونحن بنينا هذه المدرسة وظلت على ما هي عليه، نحن نبغي أن نفتح المدرسة، ماجاء الناس ليخدمونا ويضيعوا أولادهم، منهم من يروح بهم إلى مصر، ومنهم من يروح بهم إلى الحجاز، لكن شوفوا الذين أنتم تبغونه مثل فلان (يعني عبد الله السليم) في بريدة، وكان ذلك في عام ١٣٦٦ هـ.
أخاف من الرياض:
تأخرت الرياض بفتح المدرسة إلى سنة ١٣٦٧ هـ، وكان يقال إن المشايخ رفضوا أن تفتح عندهم المدرسة، فلم تكن الرياض ضمن المدارس التسع الأولى، والمشايخ - وهم جزاهم الله خيرًا - يعلِّمون، ومجالسهم عامرة بطلبة العلم من تفسير وعلوم أخرى، ويعلمون ليلًا ونهارًا، ولكن فتح المدارس النظامية عندهم لم يلق القبول في البداية.
وعلى إثر زيارة الملك عبد العزيز لبريدة وتوجيهه لأهل الرياض - كما تقدم فإن المشايخ في الرياض - رحمة الله على من مات منهم ومد في عمر الباقين ووفقهم للخير - قالوا: هذه بريدة فيها السليم وآل السليم نعرفهم في معتقدهم وفي إخلاصهم لهذه الدولة، فإذا جلب ابن السليم من مدرسة القصيم ما عندنا مانع.
بعد ذلك صدر لي أمر أن أروح إلى الرياض لفتح مدرسة، وكان ابن مانع قد استلم العمل بعد أن راح الدباغ - أي أصبح مدير المعارف العامة - وقد كتب لي ابن مانع كتابًا خاصًّا ما يزال موجودًا عندي في الملفات يقول فيه: صدر علينا الأمر بفتح مدرسة ولا أدري ما نوع هذه المدرسة؟ هل هي ابتدائية