الحديث وابنه سعود رحمهما الله، والتي تحمل حاليًا اسم المدرسة التذكارية، إذًا فالأستاذ عبد الله بن إبراهيم السليم رحمه الله يعتبر بحق وحقيق من أوائل رجالات التعليم في بلادنا العزيزة وفي هذه الحقبة من الزمن.
وقد لاقى في سبيل تحقيق هدفه النبيل وغايته السامية من العنت والمشقة والضنى ما الله به عليم، فعسى أن يعوضه الله ويكافئه بجنات النعيم، ثم إن فقيدنا الغالي يعتبر كذلك من علماء الهيئة والحساب المبرزين في علم الفلك الذي قل أربابه وندر الاتجاه إليه إلا عن طريق المراصد والأجهزة العلمية الفلكية الحديثة المتخصصة.
أما فقيدنا فعن طريق الحساب الدقيق والمعلومات المستقاة ممن سبقه من أهل هذا الفن مع الأخذ في الدرجة الأولى بالرؤية المجردة والقرائن والمطالع وقد ألف في ذلك عدة كتب تحوم في مجملها حول تقويم الأوقات بالتاريخين الهجري والميلادي وتحمل مقارنات فريدة وتعليلات مفيدة وربط للأمور عجيب بأسلوب مغرق في هذا الفن غريب، وكان من أهمها كتاب سجل فيه طلوع الهلال وغروبه ومطالع النجوم المقارنة له على مدى قرنين من الزمن من الآن وحتى بداية القرن السابع عشر الهجري، فلله دره من حيسوب متقن مبدع.
فكم جلست معه - يرحمه الله - في زياراتي المتكررة له، وكم طربت لسماع معلوماته الفلكية عن نجوم السماء وكواكبها السيارة وأبراجها المتعددة، وخاصة ما يتعلق بالقمر ومطالعه وبزوغه وأفوله: ويعلم الله أنني كنت في مجلسه وفي مكتبته أحصر ذهني وأقصر حواسي على متابعة أحاديثه المتتالية والمتتابعة في هذا الميدان والتي تخرج من فمه بسهولة وسرعة مذهلة ويشعر معها السامع له وكأنه يقرأ من كتابه أمامه.