للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومع ذلك فإنني لا أدعي أبدًا أن مداركي في هذا المجال تستوعب كل ما يقول أو أن أفهم منه جل ما يسرده من معلومات مرتبة ومتلاحقة في التو واللحظة فضلًا عن أن يبقى منه شيء في الذاكرة والذهن بعد انتهاء هذه الجلسة معه أو تلك وغالبًا ما تكون زيارته في مكتبته العامرة الغنية بالكتب القيمة والمخطوطات النادرة والتي أرجو الله مخلصًا أن يعني بها أبناؤه الطيبون وأن يتعاونوا مع ذوي الاختصاص في الاستفادة منها عن طريق ضمها لإحدى الجامعات أو المكتبات المركزية التي تعم أرجاء المملكة وربما تكون مكتبة بريدة العامة أولى بها.

أخي القارئ، بالنسبة لبصماته الباقية على مر الزمن في مضمار التعليم لا أعتقد أنني سأوفيه حقه أو أتحدث عن هذه المرحلة الحساسة من حياته العامرة بالخير والإصلاح والتوجيه والإرشاد بما يشفي الغليل، وإنما في مشاركة متواضعة من صديق له عايش فترة طويلة من عمره وزامله فترة قصيرة من الزمن حينما كان مديرًا لمعهد المعلمين في بريدة سنوات طويلة أيام كنت مديرًا للتعليم بالقصيم قبل أكثر من ثلث قرن فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأحسب أن أحد تلاميذه أو زملاءه ممن عاشوا معه في بلد واحد من عمره الفسيح على مدى نصف قرن وزيادة عقدين لأنه رحمه الله قد قضى حياته كلها في هذا الميدان الشريف والحقل المشرف.

أعلمت أشرف أو أجل من الذي ... يبني وينشئ أنفسا وعقولا

وقبل أن أختم حديثي عنه أقدم هذا المقترح لأهل القصيم عامة وأهالي بريدة خاصة وهو إنشاء مؤسسة علمية تحمل اسم هذا الرجل الخالد الذكر تحت مسمى (دار ابن سليم العلمية) مثلًا، تقديرًا لجهوده المشكورة وآثاره المذكورة وخدماته الجليلة التي أسداها للعلم وطلابه على مدى عمره الطويل وبذل في ذلك كفاحًا مريرًا وصراعًا شديدًا، وأرى أن يعني فيها كثيرًا بالفن الذي اشتهر به رحمه الله