وعفا عنه وهو علم الحساب أو الهيئة أو الفلك أو النجوم حيث كان محيطًا إحاطة شاملة بالأنواء ومطالع النجوم ورصد الكواكب السيارة والثابتة والمجرات والبروج وحساب الشهور والسنين بالتواريخ الثلاثة المعتبرة وبمقارنة عجيبة وتعليلات دقيقة وصدق الله العظيم، (الشمس والقمر بحسبان)(هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورًا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب).
نعم إن تأسيس مرصد فلكي متكامل في صلب هذه الدار المقترحة أمر ضروري جدًّا حتى يكون معلمًا بارزًا لما تميز به فقيدنا العزيز في وقت قل فيه المهتمون بهذا العلم على أسسه القويمة وأساليبه القديمة التي درج عليها علماء الهيئة في سالف الأزمان وغابر الأيام، فهل يا ترى يستجيب لهذا النداء ذوو الرأي وأهل الفكر والعلم والمال من أهالي منطقة القصيم وحاضرتها بريدة بالذات؟
هذا ما أرجو أن يتحقق في المستقبل القريب إن شاء الله ولا شك أن الدولة وفقها الله ممثلة في وزارة المعارف والتعليم العالي والإعلام تشجع مثل هذه التوجهات العلمية المجردة وتعمل على انتشارها في ربوع وطننا الغالي.
وإنني لواثق تمام الثقة أن القصيميين قد درسوا هذه الفكرة قبلي وأنها تختمر في نفوسهم وتعتلج في صدورهم وإنما كانوا ينتظرون الفرصة المواتية للبدء في تنفيذها وها قد آن الأوان لإبرازها إلى حيز الوجود بعد وفاته رحمه الله وغفر له لأنه ومع بالغ الأسف وشديد الأسى قد درجنا على عدم تقدير الشخص المميز في أي ضرب من ضروب المعرفة أو حقول الثقافة أو الاقتصاد وحتي السياسة وغيرها من مجالات الحياة إلا بعد مماته ومفارقته لهذه الدنيا الفانية وإلا فإن المفروض أن يتم ذلك في حياة المرء المراد تكريمه حتى يرى ثمرة كفاحه ومدى تقدير قومه له وهو على قيد الحياة ولكن لعل في تحقيق مثل هذه الفكرة تعويضًا عما سلف وفات وكل ما هو آت آت!