فالموجب لهذا هو نصيحتكم، والشفقة عليكم، وتذكيركم، عملًا بقوله تعالى جل شأنه:(وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين).
وقوله:(ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين).
وقوله:(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).
وقال عليه السلام:(الدين النصيحة ثلاثًا)، قلنا لمن هي يا رسول الله، قال:(لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
فدلت هذه الآيات الكريمات والحديث النبوي، على مشروعية التذكير، وذلك لما يترتب عليه من نفع المؤمنين، وتعليم الجاهل، وإرشاد الضال، وتنبيه الغافل، وغير ذلك من المصالح الكثيرة، والله سبحانه لم يخلقنا إلا لنطيعه ونعبده حق عبادته، وأرسل لنا الرسل مبشرين ومنذرين.
قال تعالى:(رسلًا مبشرين ومنذرين لئلا يكون الناس على الله حجة بعد الرسل).
فالواجب علينا أن نذكركم وننصحكم في الله، وندعوكم إلى الله عز وجل حسب الطاقة، أداءًا الواجب التبليغ والدعوة، واقتداءًا بالرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وخشية من إثم كتمان العلم الذي توعد الله عليه في كتابه العزيز حيث يقول:(إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون).
فالذي أوصيكم به معاشر المسلمين تقوى الله تعالى في السر والعلانية، فإنها وصية الله للأولين والآخرين.
قال تعالى:(ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله).