كلهم على أن ينفعوا أحدًا لم ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله، ولو أجمع الخلق على أن يضروا أحدًا لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه.
وعليكم عباد الله بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فإن ذلك من فروض الكفايات، ولا صلاح للعباد في معاشهم ومعادهم إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على حسب الاستطاعة كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:(من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان).
جعل صلى الله عليه وسلم الإنكار واجبًا على جميع المسلمين، مرتبًا وجوبه بحسب الاستطاعة، فمن قدر على تغييره باليد، وجب عليه ذلك، فإن عجز فباللسان، فإن عجز فبالقلب، وذلك أضعف الإيمان.
فلو امتثلنا أمر الله ورسوله، وتآمرنا بالمعروف، وتناهينا عن المنكر، وأخذنا على أيدي سفهائنا، وقمنا بالتناصح بيننا، والتواصي بالحق، لحصل لنا الفلاح والسعادة، وعم الخير ونزلت البركات، وقد قص الله علينا ما حل بمن قبلنا لما عصوه، ولم يتناهوا عن المنكر فقال: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (٧٨) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ}.
وحذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نعمل كما عملوا، فنعاقب كما عوقبوا، فقال:(لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه، ولتأطرنه على الحق أطرأ، أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض، ويلعنكم كما لعنهم).
فاتقوا الله معشر المسلمين وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تتعاونوا على الإثم والعدوان.