للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن آل سليم: الشاب التقي الورع التالي للقرآن في أكثر حالاته، المقبل على طلب العلم وتحصيله النابذ الأمور الدنيا والاشتغال بها محمد بن القاضي الشيخ عبد الله بن القاضي الشيخ محمد بن عبد الله بن حمد آل سليم.

عرفته عندما بدأت أطلب العلم وكان بدأ قبلي لأنه كان أسن مني فأعجبني فيه إقباله على طلب العلم، وحرصه على أن يحصل على فنون العلم المختلفة، فلا يقتصر على ما يقتصر عليه طلبة العلم من دراسة الفقه والتفسير والحديث، وقبل ذلك وبعده العقيدة ثم الضروري من علم النحو.

بل كان حريصًا على تعلم العلوم كلها.

وكان الوحيد الذي له غرفة في المسجد الجامع في بريدة الذي كان آنذاك هو الجامع الوحيد فيها.

وتلك مزية له لم يشاركه فيها إلا الشيخ عبد الله بن رشيد الفرج إمام الجامع وخطيبه إذ كانت له غرفة في الجامع أيضًا.

وكانت غرفة الأخ محمد بن عبد الله بن سليم هذا واقعة في الركن الشمالي الغربي من سطح الجامع لابد في الوصول إليها من الصعود إلى سطح الجامع فكان طلبة العلم يأتون إليه في هذه الغرفة يفيد صغيرهم، ويستفيد من كبيرهم ويتبادل البحث والاستفادة من متوسطيهم بالنسبة إلى العمر والفهم.

فكنت أذهب إليه أول الأمر من أجل البحث في كثير من المسائل العلمية، ومن أجل الاستفادة من الكتب التي كنا نجدها في غرفته.

وكان متفرغًا لطلب العلم وللعبادة، ولم يكن يذهب إلى الأسواق كما يفعل بعض طلبة العلم الذين يلمون بأسواق البيع والشراء من أجل الاستجمام من طلب العلم.

بل لاحظت أنه إذا اضطر إلى المرور بسوق البيع والشراء طأطأ رأسه