للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يلتفت إلى شيء وأسرع في سيره حتى يتجاوزه.

وقد بدأتُ مرة أنا وإياه في عام ١٣٦٥ هـ. نقرأ القاموس للفيروز ابادي قراءة كاملة وهو أمر لم يكن كثير من طلبة العلم في ذلك الوقت يعيرونه اهتمامًا وذلك في غرفته في الركن الشمالي الغربي من سطح المسجد الجامع عندما كان بناؤه من الطين.

وقد غلط محمد بن عثمان القاضي في أمره فزعم أنه مات في حياة والده، والواقع أنه توفي بعد أبيه بست عشرة سنة.

قال في ترجمة الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم، وله ابن مات في غضارة شبابه بوجود أبيه فاحتسبه وصبر على صدمته رجاء مثوبة الصابرين اسمه محمد، وكان أمثل طلبته وبينما العيون إليه شارعة وفي إقبال على الطلب منقطع النظير اخترمته المنية (١).

والواقع أن محمد بن الشيخ عبد الله بن سليم لم يبدأ طلب العلم في حياة والده أصلًا لأن عمره عندما توفي والده كان في حدود العاشرة.

وإنما ابتدأ بالقراءة على الشيخ عبد العزيز العبادي في ثلاثة الأصول بعد وفاة والده بحوالي سنة ونصف.

ومن الطريف في غلط محمد بن عثمان القاضي إن كان في الغلط طريف، أنه توهم أنه مات في حياة والده، وهذا غلط واضح، ثم توهم أن والده قد احتسبه عند الله، وهذا غلط مركب، وظن مبني على ظن.

فمحمد ابن الشيخ عبد الله الذي ذكر أنه مات في حياة والده وهو الابن الوحيد للشيخ القاضي عبد الله بن محمد بن سليم لم يمت في حياة والده، بل


(١) روضة الناظرين، ج ١، ص ٣٨٦ (الطبعة الأولى).