أدخله والده على المؤدب صالح بن محمد الصقعبي فقرأ القرآن وتعلم الكتابة ثم إنه لازم والده حتى مات، ثم لازم عمه الشيخ عمر بن محمد بن سليم وأخذ عنه وأخذ أيضًا عن الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي.
وكان عاقلًا سكيتًا أديبًا ليس بفظ ولا غليظ، وجعلت العيون ترمقه ورجي أن يكون خلفًا بعد آبائه وأجداده، ذلك لما قام به من آداب أهل العلم والدين ورحمة الضعفاء والمساكين والعمل بما علم، ثم إنه ولي إمامة مسجد عمه الشيخ عمر المعروف - بمسجد ناصر - في قلب بريدة وتزوج غير مرة وحج عدة مرات، وكان عمه الشيخ عمر يقدره ويجله، وقد مرض مرة بالم البواسير فسعى جلالة الملك عبد العزيز بن سعود في جلب العلاج له وأدخل المستشفى فعافاه الله من علته.
ومما يجدر بنا ذكره أنه لما أراد أن يحج حجته الثانية حرص على أن يمتطي بعيرًا وقال إني حججت الفرض ووافق حجي بأني لم تبرأ ذمتي بأداء الفرض على الوجه المطلوب، فلما أن كان في غرة ربيع الأول أصيب بمرض شديد ثم إنه مات في ٦ الشهر المذكور فالله المستعان، وقد صلى عليه المسلمون بعد صلاة العصر من ذلك اليوم وحزنوا وبكوا، وكان له من العمر ٢٦ سنة وأشهر رحمة الله عليه فلا حول ولا قوة إلا بالله (١).
أما الشيخ صالح بن سليمان العمري وكان صديقًا له، فقال:
العالم العابد والورع الزاهد الشيخ الشاب محمد بن الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم:
ولد رحمه الله عام ١٣٣٩ هـ ونشأ في حجر والده الشيخ عبد الله بن سليم حتى بلغ الثانية عشرة من عمره حين توفي والده رحمه الله، فصار عمه الشيخ