ما لي سوى وجهه إليه يغيثني ... ولا لي سوى جوده بالأرزاق نصيب
أساله وهو عما بالأسرار عالم ... وحشا لعبد لي دعاه يخيب
نوضي على ذا الطول والحول والبقا ... ليا جل نوضي مشتكاي حسيب
* * * *
ألا يا هل الألباب والفهم والنهي ... لقيت التبصر بالليال عجيب
تفكرت بالدنيا شذاها وجلها ... إلى هي تهيل بهولها كل لبيب
تجي لك كما العذرا إلى بان ودها ... غاد ضميره من هواك سريب
وتوريك من وجه كما بارق الدجا ... وتقسم قلا لك في هواه شهيب
حتى ترى قلبك تعمق بحبها ... وتراك فيها هايم تليب
تجذعنك بساعة وأنت غافل ... تجفاك بصدود عن القلب يغيب
تسقيك من غسل الليالي وغبنها ... تموت قهر وإن حييت تشيب
تلقاه مع غيرك تزحم غرامها ... صارت معك شري ومع ذاك حليب
لا تأمن الدنيا تحمله على الوفا ... تراها ماله مذهب يطيب
من خلقة الدنيا ونصبة جبالها ... إلى نفختين الصور وحساب الحسيب
ما عاهدت عهد على الكون وانجزت ... ولا عد لها خل من الخل حبيب
ولا حمدها واحد راغب بها ... إلا يذمه حاضر قريب
ولا أضحكت مخلوق إلا بكي لها ... ولا دام فيها واحد طريب
إلى تم به أمر ترقب زواله ... ترى كماله للزوال نديب
أشوف أنا الوهاج يكسف إلى كمل ... والشمس تزهر لي بغت تغيب
أبصر بمسعاها بناس تقدموا ... تشوف منها عبرة تريب
هلت عليهم سحب الأنعام وارغدوا ... وقامت تصب الطيب
من فوق الرطيب تعظموا فيها بعز وسطوة ... كهول لهم سكن الوطاة منيب
دارت بهم وقلوبهم له حزاين ... وصاروا علوم الزمان تصيب