إن كان باق من هل المجد ماجد ... فهو عايش عيشة ذليل تعيب
يكفيه من دنياه أمر أمرها ... والا المصايب دايم تصيب
أمرها رجوي لئيم إلى كبا ... ورده مع الآثار بحجاج كثيب
وهو عاقة لص بخيل أرث بها ... ما يدفع القرَّاع في حبة زبيب
تاقف له الجلاس من شان ميمنه ... لو كان ما به خصلة تعيب
لي فرغت الايمان كثرت عيوبها ... لو سلفت بالجود وتفك العزيب
اليوم خير القوم وادناه واشجعه ... رجل بني النفس له مال هضيب
زماننا يمحي ويمشي على القفا ... مداسه على راسه تراه عجيب
تطمن به العالي وطالت به الوطا ... وذاب الجبل ياذيب من خوف الرطيب
رخيص بها المرسن عزيز بها القفا ... يمشي بها السرحان والقنفذ طريب
بانت طيور الليل باول نهارها ... وغابت طيور من ورا الطور تليب
تعلت حباريها وذلت صقورها ... وطير خشاش البيد من عقب الدبيب
وصارت مخالبها سيوف صوارم ... والسيف يخشي مخلب زريب
هذي سجاياها وهذي خصالها ... تبالها، تبالها، تب، تبيب
واوصيك إن كان أنت تفهم وصيتي ... ترا راعي التجريب بيطار طبيب
عاشر خيار الناس تحمل على الندا ... توقي لك العثرات وتحير الحريب
حيث هل السايات هم عرضة البلا ... ترا سهوم الناسس للشارة تصيب
ولا تزحم الشاشات تكسب بها العنا ... لا صار ما تعنيك خلك له جنيب
ولا تعتني بالكبر والزور والريا ... تراهن شهود النقص والخزي القريب
لا مدك السلطان بأمر على الملا ... خل الهوى والزور كان انك أديب
ولا تحسب أن الحرص للمال حارس ... ولا تحسب أن البخل بالدنيا يثيب
توكل على الكافي والأسباب جرها ... ولا ضرك المعبود ما ينفع قريب