جعل السحاب إلى نشا يزّي الحير ... حيثه أبي به واحد ما يطعني (١)
إلى طلبته حاجة جاب تعذير ... وعن حاجتي عذب السجايا منعني
الصاحب اللي ما نوى نية الخير ... نجلا العيون إلى قربته دفعني
غديت انا واياه دلو علي بير ... يا ما حدرني ويا ما رفعني
يا ما رفعني بالرشا للمناعير ... ويا ما ورا نجم الثريا قلعني
وقال القمر تهنا ابغر غراغير ... تسعين ليله بالدجا ما طلعن
والشمس هي ويا النجوم الزواهير ... لو تجتمع في نور خده طبعن
سلام مني يا عنود الغنادير ... مني أوكن صويحبي ما سمعني
الكبر لله وانت يا بو المشيجير ... رد السلام ولا تكبر ترعني
هذا البلد ما فيه شيخ ولا أمير ... ولا خير لي صحت صوت سمعني
اشكي عليه ابوردوف مزابير ... اللي على درب المهونة جدعني
قلت الوعد قال الوعد قارة النير ... اثره ايواعدني أو فجل زرعني
كان عبد الكريم الأصقه أكولًا معروفًا بذلك، ولم يكن له بطن كبير ظاهر، وذلك أنه مثل غيره من أهل وقته كان يتعب كثيرًا ويمشي مضطرًا كثيرًا، ولكن من كثرة أكله فيما ذكر لنا أكثر من واحد أنه إذا شبع ظهر له من جهة جنبيه نتؤان كبيران وصفهما أحدهم بأنهما أشبه بسطلين مكفيين على جنبيه.
حدثني والدي رحمه الله، قال: كان عبد الكريم الأصقه صديقًا لوالدي، فكان يأتي إلى دكاننا في سوق بريدة الذي لم يكن يوجد سوق غيره فيها، وهو الشمالي الواقع شمال المسجد الجامع، وهو الذي صار يسمي بعد ذلك (سوق الخراريز).
ولكان لنا جار في الدكان سماه لي والدي وأنا أعرفه وتعمدت عدم ذكره، كان معروفًا بقلة دعوته الناس إلى القهوة أو نحوها، فقال يوما لعبد الكريم الأصقه
(١) يزّي: يسقي، والحير: حائط النخل، ويطعني: يطيعني.