انطحي وَجْهها يا (معَجَزْ) ثم ضربها بالخشبة التي تجمع يديه على راسها بكل قوته فكانت القاضية عليها يريد بانطحي وجهها أي استعدي للتحدي يا معجز، أي يا ايتها العجوز.
قالوا: والمرأة هي أم لأسرة معروفة الآن في بريدة فطلب أهل المرأة حقهم من القاتل المجنون، فقال أهله: خذوا حقكم من اللي قتل أمكم، اذبحوه وريحونا منه، جزاكم الله خير.
ولكنهم قالوا: كيف نذبح رجال مجنون نبي الدية وقصدوا ابن سويلم في (دكانه) في بريدة فوجدوه قد باع (شيلة) وهي قماش أسود تغطي به المرأة رأسها وأخبروه بقصتهم، فقال لهم: الدية على العاقلة، ثم شرح لهم معنى ذلك، وأنه يعني أن يجمع عاقلة المجنون وهم أقاربه الذكور من النسب دية منهم يسلمونها لورثة العجوز القتيل.
فلم يرض أهل المجنون بذلك واتفقوا مع أهل العجوز على أن يسافروا إلى الرياض ليتحاكموا عند (ابن عبد اللطيف) كما صار النّاس يسمون آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب بذلك، وإن لم تكن هذه التسمية موجودة في ذلك الوقت وإنما هي من راوي القصة.
فلما ذكروا لأكثر آل الشيخ علمًا الأمر استمهلهم فترة من الوقت يريد بذلك الصلح بينهم، وقال لهم: سوف نطالع في الكتب ونخبركم عن موضوعكم.
قالوا: وبعد ذلك قال لهم ياعيالي: الدية على العاقلة، فقال أولياء المجنون: هذي سامعينها من ابن سويلم وهو يشق (شيلة) في دكانه ببريدة.
فقال لهم العالم: حكم الله واحد اللي عند ابن سويلم هو الذي عندنا.
وتدل هذه القصة على أن النّاس كانوا يقصدونه في دكانه ليقضي بينهم، ولكن يظهر منها أنّه ليس له سلطة القاضي الذي يفرض حكمه، لأن ذلك يتوقف على قوة