وكانت تلك العروس من الشعر جيدة إلى درجة أنها اشتهرت، وكان ذلك في زمن حكم محمد بن عبد الله بن رشيد على نجد، وقد انتهى حكمه بوفاته عام ١٣١٥ هـ، فلما بلغته غضب غضبًا شديدًا من الأصقه، في كونه يجعل العروس تتعدى عنه إلى ابن سيف الذين كان صاحب بيت المال له على بريدة، وأخذ يبحث عن الأصقه ليبطش به فأرسل إلى الأسياح بلده وإلى بريدة يبحث عنه، ليحضره إلى حائل حيث يقيم ابن رشيد، ولكن الأصقه كان قد اختفى ثم سافر للكويت والعراق.
وبعد فترة عند ما ظن أن ابن رشيد قد نسي موضوعه وصل إلى حائل متخفيًا يريد أن يسافر من هناك إلى بريدة، لأن حائل كانت عاصمة نجد في تلك الأزمان.
ولكن ابن رشيد قد علم بوصوله إلى حائل، فاستدعاه وقال له غاضبا: يا الاصقه: كيف تخلي عروس الشعر تعداني وتروح لابن سيف: قصيمي من رجاجيلي؟
فقال له الأصقه: أنا مشيمك عنها يا طويل العمر لأنها صانعة، وبعضهم قال إنه قال له: إنها دون قدرك لأنها معيدية أي من المعدان وهم قبائل من البدو في جنوب العراق لا تصاهرهم القبائل العربية، مثلما أن الرجل القبلي لا يتزوج الصانعة وهي التي يكون والدها صانعًا أو معتبرًا من العرب الخضيريين وإن لم يمارس صناعة.
قالوا: فتبسم عندئذ ابن رشيد عند ذكر عذره وكان حليمًا وعفا عنه.
ومنهم عبد الكريم بن عبد الله الأصقه: شاعر عامي إخباري انتقل إلى الرياض ويسكن في حي السلام في الرياض - ١٤٢١ هـ - وأظنه ابن أخ عبد الكريم الأصقه الذي تقدم ذكره، وهو من أسرته قطعًا.