وقد نقلت عنه حكايات كثيرة، من ذلك ما رواه أنه كان خارج الأسياح بعيدًا عن موارد الماء، وكان معهم حمار فعض جانب القربة وسحبها حتى انشقت وأدركوها قبل أن يذهب ماؤها، ولم يكن بالإمكان حمل الماء الذي فيها فقال: نفرغه في بطوننا فشربها وشخص آخر معه لم يستطع أن يشرب إلا قليلًا.
وقد رويت هذه عن غيره ومن الذين رويت عنهم ابن دخيل الله المسمي (جلوف).
حدث عبد الكريم الأصقه قال: ذهبت إلى عنيزة فمررت على شبان جالسين في الشارع، فقالوا لي من دون مناسبة: يا راعي بريدة وش يسوي اللوبا؟
فقالت لهم: يساعر الكراث!
فسكتوا، وهذا يحتاج إلى شرح، وذلك أن الشبان والجهال من أهل بريدة كانوا يعيرون أهل عنيزة بأكل الكراث، وكان أهل عنيزة الذين مثلهم يعيرون أهل بريدة بأكل اللوبيا.
ولا يفعل ذلك العقلاء، وقوله: يساعر الكراث يريد أن سعره يسير مع سعر الكراث إذا زاد سعر الكراث زاد سعر اللوبا والعكس بالعكس، وهذا من باب التنادر.
ولعبد الكريم الاصقه هذا شعر كثير فيه مدح كثير وهجاء وغزل.
فمن مدائحه العروس التي وجهها إلى عبد الله بن الملا عبد المحسن بن سيف، وعلى عادة عرائس الشعر أن الشاعر يستعرض الحكام أو رؤساء البلدان أو الجماعات من الناس يخير عروس الشعر الخيالية في أيهم تريد فترفض أولئك كلهم، مبدية عذرها في ذلك عن طريق ذكر عيب من العيوب فيه يجعلها ترفضه وتطلب غيره، ثم ترفضه وهكذا حتى يصل ذكر الشاعر لممدوحه فيطنب في مدحه فتقبله.