سيف في الرياض ليداوي إبلا وخيلا للحكومة أصابها الجرب وهي ترعي بالقرب من الرياض.
حدثني المُلَّا ابن سيف قال: لما دخلت مجلس الملك عبد العزيز وكان غاصا بالناس سلمت عليه وقدمني إليه ابن جميعة فتركني قليلًا ثم قال لي:
وشو الدوا اللي يقولون: انه عندك للجرب ولا هوب عند غيرك؟ حنا ما خبرنا دوا الجرب إلَّا النورة والزرنيخ؟
قال ابن سيف: فاسقط في يدي فأنا لا أستطيع أن أخبر بسر الدوا أمام الناس، ولا أستطيع أن أقول لابن سعود: ما اناب مخبرك عنه.
قال فهداني تفكيري إلى أن قلت مسرعا: يا طويل العمر، ها الدواء سبب ضعيف، لكنه وافق نية صالحة!
قال: فعرف الملك عبد العزيز سر جوابي هذا المجمل وضحك ضحكًا خفيفًا وهو يوجه يده إلي ويضم أصابعها إلى جهة الأرض وهو يقول بلهجة تنم عن الاستحقار: النية الصالحة ما لقت إلَّا أنت يا ابن سيف؟
قال: وكان هذا هو ما أردته.
وقلت أنا للملا عبد الله بن سيف عندما حدثني بقصته مع الملك عبد العزيز: إنني أريد أن تخبرني بكيفية معرفتك بدواء الجرب هذا وليس بتركيبه لأنني أفهم سبب كتمانك لتركيبه الذي جلب لك ثروة طيبة.
فقال: سببه النية الصالحة!
فقلت له: أتريد أن ترجع إلى ما قاله لك الملك عبد العزيز آل سعود عن نيتك الصالحة؟