فامتنع أحد الجماعة من ذلك قائلًا: إن الجماعة يعني الثلاثة الذين هم الرشود والمشيقح والربادي هم جماعة أهل بريدة وهم اللي يعزمون الشيخ باسمهم.
وكان مكان القهوة والفطور أو الغداء الذي أعدوه للشيخ على بعد ٧ كيلات من بريدة على طريق القادم من الرياض.
فسبق عبد المحسن السيف ذلك المكان بنحو سبعة كيلومترات أخرى مما يلي الرياض، وأعد القهوة وفطورا مثلما أعدوه أو أكثر.
فلما وصل إليه الشيخ عبد الله بن حميد رحب به ابن سيف وقدم له القهوة والفطور وارتاح عنده.
ثم انصرف من عنده قاصدًا الدخول إلى بريدة ولم يكن الشيخ أعطى موعدًا لأحد، لا للجماعة الثلاثة ولا لابن سيف لأن الطريق غير مزفتة، والوصول في وقت محدد فيه صعوبة.
فلما وصل إلى المكان الذي فيه الجماعة اعترضوه ودعاه الجماعة إلي القهوة والفطور، فاعتذر بأنه تقهوي وافطر عند عبد المحسن السيف! ! !
قلنا: إن أسرة السيف يكثر فيها الكتبة ولو جمع ما كتبه آل سيف على مر السنين من وثائق ومبايعات ومكاتبات البلغ مجلدات، وفي كتابنا هذا نماذج عديدة منها وردت عرضًا في الكلام على الأسر الأخرى وذكرناها في الكلام على تلك الأسر.
وقد استعرضت في كتابي:(أخبار المُلَّا ابن سيف) طائفة من كتابهم والمراد بهم الخطاطون، وليس من يكتبون كتابة أدبية في ذلك الوقت، فمصطلح (كاتب) في العصور القديمة في نجد تعني من يكتب الوثائق والمبايعات والرسائل وليس من يكتب كتابة أدبية فهم لا يعرفون الكتابة الأدبية الإصطلاحية كما نعرفها الآن.