ولم يكن ناصر بن سليمان السيف مجرد كاتب للعقود ثقة معروفًا، وإنما كان أيضًا معتمدًا للقضاة في بريدة يكلفونه بمهمات متعددة نيابة عنهم.
ومن ذلك أن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم أنابه في شراء وقف للجامع بديل من أرض كان أوقفها عليه عبد الله بن الأمير مهنا الصالح أبا الخيل فاشترى ناصر بن سليمان السيف دكاكين جعلها وقفًا للجامع، وكأنما كان ينظر إلى المستقبل عندما اختار الدكاكين لتكون دون غيرها وقفًا للجامع.
وكتب في إيضاح ذلك وثيقة هذا نصها بحروف الطباعة:
بسم الله الرحمن الرحيم
يعلم من يراه (بأن) عبد الكريم الاحمد العليط باع دكاكينه الدارجات عليه من سليمان العمري، الدكان الذي في السوق القديم الكائن في شمالي بريدة، الدكان الذي يليه من قبلة بالسوق القبلي، والدكان الذي فيه الدرجة وما تبعهن من المصابيح على ناصر السليمان ابن سيف، وهو يومئذ في ولاية خادم الشرع الشريف محمد العبد الله ابن سليم.
باع عبد الكريم هذه الدكاكين وما تبعهن بجميع حقوقهن على ناصر السليمان بثمن معلوم بيانه مئة ريال فرانسه، واشترى ناصر في حال ولايته من عبد الكريم هذه الدكاكين وما تبعهن بجميع حقوقهن بذلك الثمن المذكور، وهن معروفات من البائع والمشتري محدودات يحدهن من جنوب السوق، ومن شرق السوق القائم، ومن قبلة بيت حوشان الفحيل، ومن شمال دكاكين العمري، ومن قبلة دكان ابن هزاع وبيت حوشان، السطوح والمصابيح تبع للبيع، يحد المصابيح من شمال ومن قبلة سطح باقي البيت والثمن حال، حرر في يوم ستة وعشرين من شوال من سنة ١٣٠٠ شهد على ذلك محمد العقيل وعبد العزيز الحمد العليط وشهد به كاتبه عبد الله بن شومر، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.