قالوا: فأخذوا معهم حمارًا يركبونه واحدًا بعد الآخر ونزل عمه في القليب، وبعد أن نزل والده يظنون أنهم يجدون فراخ الصقر.
ربط (باتل) الرشاء الذي كان ممسكًا به بالحمار وأمسكه من خلفه لئلا يقع الحمار عليهم.
وعندما صعدا من البئر وكادا يصلان الأرض رأيا الرشا مربوطًا بالحمار فخافا من أن يجروه بقوة أن يسقط عليهما ونادوا باتل، بائل، يا باتل، جَرَّ الحمار وأمسك بنا الرشا فقال: أبدًا ما يمكن تطلعون إلَّا إذا وعدتوني أنكم تجوزوني بنت عمي.
قال الراوي: فوعدوه وزوجوه إياها بالفعل! ! !
وحدثني والدي رحمه الله قال: كان والد باتل شيخًا كبير السن قد سقطت مقدمة أسنانه، وكان يدخن مع بعض رفقته في شمال بريدة، ومرة قل عليهم الدخان فحصل والد بائل على كيس من أوراق الدخان وكان يأتي إليهم في الغالب من العراق، وأحيانًا يزرع في شمال القصيم.
فلما اجتمع المدخنون عنده خارج سور بريدة رمي بكيس الدخان على الأرض، وقال: اللي يبي يشرب دخان يشرب، تراه شبيل يريد سبيل، ولكن أسنانه ساقطة ينطق بالسين شينًا، فأخذ الشاعر عبد الله اللويحان، وكان شابًا مدخنا يدخن منه، ويقول: الله يجعل ثوابه لك ولوالديك!