ومنهم صالح بن إبراهيم السيف الذي قال فيه الشيخ محمد بن عبد الرحمن البواردي قصيدة من الشعر الفصيح كنت كتبتها وضاعت مني.
وذلك أن أخاه محمد بن إبراهيم السيف كان تاجرًا أقام في الجبيل، ويسميه الناس أنذاك (أبو عينين) فصار يرسل البضائع إلى بريدة ويستقبلها منها على ضعف الإمكانات التجارية، وقلة المال بأيدي الناس.
وكان أخوه صالح بن إبراهيم السيف عنده في الجبيل والشيخ محمد بن عبد الرحمن البواردي كان في الجبيل قاضيًا في ذلك الوقت فنشأت بينهما صحبة وصداقة.
وصالح بن إبراهيم السيف صاحب نكتة حاضرة في كل الظروف، ومنها تشبيهات طريفة منها أنه ذكر قومًا نساؤهم معروفة بالنحافة، فقال: إذا جيت ديرتهم تلقي بالعائر سبعة سراويل ساقطة من نسائهم لنحافتهن.
وقال مرة لأحد المتكبرين: لا تكبر يا أخي فأنت عندي صغير وأنا أحتاج في رؤيتك إلى مكبر.
يريد الذي يكبر الأشياء ليراه، مبالغة في صغره المعنوي.
وكان يقول لذي اللحية الكبيرة، كأنه عاض دجاجة.
ويقول لمن نام وقبض أعضاءه من برد أو نحوه كنه (كا) يريد حرف الكاف المنبسط (كـ).
وقال صالح بن إبراهيم السيف لأحد المؤذنين الذين لا يرفعون أصواتهم بالأذان بحيث لا يسمعهم الناس، فسأله صالح السيف قائلا: أنت توحي نفسك إلى أذنت.
وسمع صالح السيف مرة أحدهم يقول: طلعنا للبر واستأنسنا لقينا غار كنه دار، وجلسنا به، فقال صالح السيف: حنا بدار حقيقية - يريد في مدينة بريدة!