للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكان صالح بن إبراهيم السيف مدرسًا عندنا في مدرسة بريدة الثانية التي صارت تسمى بعد ذلك (المدرسة المنصورية) فلا حظت فيه الدقة التامة في الوصول إلى عمله في أوقات نموذجية لا أذكر أنه تأخر مرة واحدة في عام واحد.

لذلك عندما عينت مديرا للمعهد العلمي في بريدة نقلته معي في وظيفة (مراقب) وهي أكثر راتبًا، والمعهد أعلى في نفوس الناس من المدرسة المنصورية التي هي مدرسة ابتدائية فكان عند حسن الظن في مواظبته، وضبطه للمواعيد.

وكنا إذا خرجنا مع أساتذة المعهد الذين هم من العلماء بل بعضهم من كبار العلماء كالشيخ صالح بن إبراهيم البليهي والشيخ محمد بن عبد الله السبيل كان صالح السيف مطرب الرحلة لا بصوته، ولكن بنكاته المروية عن غيره التي كان يحفظها، وبالنكت والطرائف التي يبتدعها.

ومرة خرجنا عندما كنت في المعهد العلمي مع الموظفين في المعهد إلى البر للنزهة وكان الوقت ربيعًا والأيام أيام مطر فغامت السماء وصار المطر يسقط رذاذًا فخشينا أن يفسد علينا نزهتنا لأنه ليس بقربنا ملجا أو ستر نستتر به من المطر، فسارع أحد المدرسين وفيه تغفيل يردد الدعاء الذي يقال إذا كثر المطر، وصار يخشى منه الضرر: (اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية، ومنابت الشجر).

فسارع صالح السيف يقول له: أوقف - يا أخوي - لا تدعي هذا الدعاء حنا الأكام والضراب وبطون الأودية، ومنابت الشجر.

وإذا بغيت تدعي أدع أن المطر يروح للمدن ما ينزل علينا.

وذلك أننا بالفعل في البرِّيِّة.

توفي صالح بن إبراهيم السيف في ٢٩/ ١/ ١٣٩٩ هـ

ومنهم عبد العزيز بن عبد الله بن سليمان السيف عُمِّرَ دهرًا وكان ذكر لي أنه