دخل هذا الدكان الآن في التوسعة الأخيرة لجامع بريدة التي أمر بها الملك فهد بن عبد العزيز أثابه الله.
فرآنا على حالة من التعب والهزال فسأل والدي عما بنا فأخبره أن هذا من بقايا الحصبة.
كان ذلك الحديث في الصباح فطلب من والدي أن يشتري الآن من الجزارين لحمة من جنب خروف خصي سمين، وقال: هيا إلى بيتكم فذهب به والدي معنا إلى بيتنا فأمر بقدر لطبخ اللحم، وبقماش نظيف وأخذ طحينًا ومرسه بالماء ثم صفاه مما قد يكون فيه من القشور بإمراره على هذه القطعة من القماش الخفيف وهي (شيلة).
ثم مرسه أي جعل يضغط عليه بيده حتى انماع وصار كأنه لبن، ثم أخذ اللحمة وقطعها قطعا صغارا وطبخها أمامنا على النار.
وبينما كان ينتظر أن تنضج تغدى مع والدي من التمر واللبن بعد أن شربا القهوة، ثم قال هات لي فنجالين من فناجيل القهوة خالية فصار يطعمنا من هذا المرق اللذيذ ويطلب منا أن نأكل من اللحم الدسم القليل الهبر حتى اكتفينا.
وقال لوالدي: ينبغي أنك تسوي مثل هذا لهم سبعة أيام إلا أن شفت إنهم طابوا قبل ذلك.
أقول - أنا مؤلف الكتاب -: إنه لم تمض خمسة أيام حتى تبدلت حالنا وبعد نحو أسبوع لم نعد نحس بشيء من ذلك حتى الآن، جزاه الله خيرًا.
وكان حمد الشبرمي هذا مشهورًا بالقراءة على من بهم مس من الجن وتنقل العامة عنه أن امرأة كان فيها جني قرأ عليه الشبرمي وأخرجه منها، وأنه في يوم من الأيام عاد إليها فلما سألوه عن سبب ذلك قال لهم: مات حمد