للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كنت (الأمين العام للجامعة) دهرًا، وكان عبد الله الباحوث رئيس المحاسبة فيها وعندما أردت السفر إلى عدة أقطار إفريقية في السفرة الثانية في عام ١٣٨٦ هـ، وكان الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله قد أمر وزارة المالية بإعطائي مبلغا من المال لتوزيعه على الجمعيات الإسلامية والقائمين بالعمل الإسلامي في الأقطار الإفريقية التي نزورها، ومع ما أعرفه عن نفسي من بغض للحساب وقيد المال فقد رأيت أن أخذ معي الأستاذ عبد الله بن حمود الباحوث لأنه رئيس المحاسبة في الجامعة الإسلامية، وهو رجل شهم، وصنعته ضبط المال.

وهكذا كان، فقد غادرنا المدينة المنورة إلى جدة ومن ثم إلى عدن ثم مقديشو في الصومال ثم نيروبي عاصمة كينيا.

فكان عبد الله الباحوث نعم الرفيق، وكان إلى حسن صحبته صاحب غيرة على صديقه، وإخلاص في عمله.

أذكر أننا وقد جعلنا نيروبي بمثابة المركز لرحلاتنا في شرق القارة ووسطها أنني أردت بل صممت على السفر إلى كنشاسا عاصمة الكنغو، ولم يكن الأمن فيها على ما يرام، بل كانت فيها أضطرابات، وكنا نحمل أموالًا طائلة منها ربع مليون ريال من المال الذي ذكرت أنه لتوزيعه على الجمعيات الإسلامية، ومائة ألف ريال من أجل المصاريف لافتتاح مركزين إسلاميين، أحدهما في شرق إفريقية والثاني في غربها.

وكان من عادة عبد الله الباحوث أن يسأل عن المدينة التي سنذهب إليها بعض العرب الذين كنا نجتمع بهم في نيروبي، وهم من رجال المال والأعمال العارفين بهذه الأمور، فسأل عن الحال في كنشاسا عاصمة الكنغو، وعن الحال في الكنغو عامة، فأخبروه عن ذلك بما لا يسره، وكان مما قاله له بعض العرب وكنا ننزل في فندق في منطقة (ريفر رود) في نيروبي أصحابه من