الحضارم، ونأكل في مطعم بل مطاعم للعرب فكان من قولهم له: إن الكنغو بلاد معادن من أهمها: الماس، وإن حكومة الكنغو تشدد التفتيش على المغادرين والقادمين حتى إنها قد تجرد المسافر من ثيابه وتبحث عما في باطن فخذيه، الأن بعض الناس يخبئون الماس في أدبارهم.
لذا قال لي: لا أرى أن المصلحة تدعو للذهاب للكنغو ومعنا هذه الأموال الكثيرة من الجنيهات الاسترلينية والسراق واللصوص فيها كثير، وإذا شكا المسروق منه إلى الشرطة كانت الشرطة شركاء للصوص.
فقلت له: لقد كنت حاولت في الرحلة الأولى إلى إفريقية عام ١٣٨٤ هـ أن أزور الكنغو فلم أستطع، وأنا أعرف أن فيها مسلمين محتاجين للمساعدة، ورمضان على الأبواب.
فلما رأى تصميمي على السفر إلى الكنغو وافق رغم عدم رغبته في ذلك، ولو كان رفض لما سافرت إلى هناك وحدي ومعي مبالغ مالية والبلاد مخوفة؟
وهَلَّ علينا هلال شهر رمضان عام ١٣٨٦ هـ ونحن في سالسبوري عاصمة روديسيا الجنوبية التي صار اسمها الآن (زمبابوي) فصمنا مع أهلها يومين أو ثلاثة ثم سافرنا إلى جوهانسبيرغ في جمهورية جنوب أفريقية ومنها ركبنا طائرة تابعة لشركة سابينا البلجيكية متوجهة إلى كنشاسا عاصمة الكنغو، وقد توزعنا المال الذي معنا فملأ كل واحد منا جيوب بدلته بشيكات سياحية بالجنيه الإسترليني من قيمة مائة جنيه وخمسين جنيهًا وبأنواع أخرى من النقد.
وقد فعلنا ذلك لأننا لا نأمن أن نضعها في حقيبة يدوية فتؤخذ منا عنوة.
كانت النقود كلها تحت عهدتي أنا، ولكن عبد الله الباحوث لصدقه وإخلاصه يتصرف لحفظها كما لو كانت في عهدته.
وعندما كنا في الطائرة صدف أن ركب بجانبي ضابط من البيض أهل