جنوب إفريقيا أخبرني أنه يدرب جيش الكنغو لقاء رواتب ضخمة، فأخبرته أننا لا نعرف أحدًا ونخشى على أنفسنا في الكنغو ولم أخبره بالمال، فقال: كونوا مطمئنين فأنا معكم ولن أدعهم يفتشونكم، ولا يأخذون منكم رشاوي.
ووجدنا امرأته عند سلم الطائرة فسلمت عليه وقبلته فقال: هؤلاء أصدقائي من السعودية، ودخلنا بصحبته لم يمسنا أحد بسوء، ولم تفتش حقائبنا لأنه يعرف الجميع.
وقد بقينا فترة في الكنغو على حالة من الخوف وصعوبة الحصول على طعام السحور في رمضان، وصرفنا للمسلمين فيها ما أردنا صرفه، وقد ذكرت بعض ذلك في كتاب "في إفريقية الخضراء".
ولكن المهم هو كيفية الخروج من الكنغو بسلام ومعنا بقية صالحة، بل كثيرة من النقود لم نعلن عن وجودها معنا عندما دخلنا إليها.
وخرجنا بأعجوبة إذ كان أحد زعماء المسلمين من أهل البلاد معنا حتى وصلنا الجمرك بعد الجوازات ثم ودعنا وعاد ظنًّا منه أن الأمر انتهى، ولكن ضابطًا من الجمرك نادانا وأدخلنا غرفة منفردة في المطار وفتح الحقائب اليدوية ثم قال: أخرجوا ما في جيوبكم؟
فأسرع عبد الله الباحوث إلى حقيبته اليدوية وفيها: أشياء تافهة من النقود المحلية وقال للضابط: إذا كنتم لا تسمحون بخروج النقود خذوها، ولم يكن الخروج بالنقود ممنوعًا ولكنه أراد أن يأخذها الضابط في مقابل أن يتركنا نذهب دون أن يفتش جيوبنا المليئة بالمال.
وبالفعل سارع الضابط إلى أخذها وتركنا نذهب، وركبنا الطائرة ونحن لا نصدق بالسلامة من الكنغو، بحيث قال عبد الله الباحوث: تظن - يا أبوناصر - أن الطيارة ما ترجع بنا للكنغو؟