فقلت له: كيف يكون ذلك ونحن الآن نطير في اتجاه مدينة (بزمبورا) عاصمة بوروندي؟
قال: يمكن من أجل يقبضون علينا.
وضحكنا جميعًا.
وكانت تلك السفرة التي امتدت خمسة أشهر و (٢٢) يومًا متواصلة مليئة بالمتاعب والمشاق، ولكنها لذيذة لأنها في سبيل الله ووفق رغبة لنا في تقديم النفع لإخواننا المسلمين الإفريقيين.
كانت تلك أول سفرة يسافر فيها الأستاذ عبد الله الباحوث إلى الخارج البعيد.
أما أنا فقد سافرت قبل ذلك إلى إفريقية وجربت الصعاب فيها.
وأذكر بهذه المناسبة أن الأستاذ عبد الله الباحوث قال لي وقد مضت أسبوعان على بدء السفر مداعبًا: كم بقي على انتهاء مهمتنا؟
قلت: خمسة أشهر، فوضع كفيه حول رأسه، وقال: اللهم صلِّ على محمد، أبي أقعد في إفريقيا خمسة أشهر؟
قلت له: لو كان سفرنا (قعود) وبس كان سهلًا ولكن تجول وعمل!
ومن الطرائف أننا وهو لا يعرف الإنكليزية ازدحم الشارع بنا في القسم الأوروبي من مدينة نيروبي، فمرت فتاة أنكليزية من أمامه واضطرت بسبب الزحام أن يضرب كتفها كتفه عن غير قصد فالتفتت إليه قائلة:(صوري)!