ومائة وخمسون صاعًا من القمح لقيمي أو حنطة ويساوي ذلك نحو أربعة آلاف كيلو قرام من اللقيمي أو الحنطة، وذلك مبلغ عظيم بل ثروة رجل متوسط الثراء، لأن ثمنها هو خمسون ريالًا فرانسه.
ولم يقتصر الأمر على القمح والحبوب، بل إنه استدان أيضًا ستة عشر مائة وخمسين وزنة تمر، والوزنة تساوي كيلو واحدونصفا، فذلك يعني ألفين وأربعمائة كيلو من التمر.
فلولا ثقة الدائن بعلو همة إبراهيم بن شديد هذا ومعرفته بأنه سيوفيه هذا المقدار الكبير من القمح والتمر لما رضي بأن يعطيه ذلك.
ويدل على علو همته، وعظيم عمله أنه فلاح لنخل الشقير الذي يسمى فيما عهدناه بالشقيري بصيغة النسبة للشقير وهو واقع في الجهة الغربية من مدينة بريدة لا يبعد كثيرًا عن مسجد المشيقح، وإلى ذلك كان فلاحًا في الوقت نفسه في شفيلحه وهي قليب تزرع قمحا في ناحية النقع الشمالية.
ومعنى القليب التي تزرع قمحًا أنه ليس فيها نخل وإنما هي تزرع القمح وما في حكمه من الحبوب كاللقيمي والشعير في الشتاء كما يمكن أن تزرع الذرة والدخن في الصيف ويسمى ذلك زرع الصيف، مثلما أن الأول يسمى (زرع الشتاء).
وكونه فلاحًا في نخل (الشقير) يدل عليه أنه ذكر في رهنه جريرته في الشقيري والجزيرة في نخل الفلاح الذي لا يملكه هي ما عدا أصل النخل من إبل وبهائم وبرسيم وغيره من الزرع، ولكن لا يشمل أصل النخل لأن الفلاح لا يملكه وكذلك رهن غصن جريرته في شفيلحه.