صياح بن شديد من قبيلة مطير جاء إلى ضراس من قرى مدينة بريدة، وهو شاب لأنه متهم بقتل رجل من قبيلته، وصار يرعى غنم أهل ضراس وبقرهم وغنم أهل المريدسية وبقرهم، وكان معروفًا بالمحافظة على غنمه وبقره التي يرعاها بالأجرة، فإذا تخلفت منها شاة أو بقرة أو ضاعت أوسرقت تبعها حتى يردها أو يعرف من هي بحوزته.
ضاعت منه شاة لحمد بن عثمان الدبيخي فلاح نخل والدي بالمريدسية فلم يجد لها أثرا إلا أنها تخلفت بالمرعي وجاء إليها من أخذها، ولما عاد يبحث عنها لم يجدها وبعد ست سنوات وجد أثرها في غنم في الشقة متجهة إلى بريدة فتبع الأثر وأمسك بالشاة وقال للبدو الذين هي معهم: هذه شاة فلان ضاعت قبل ست سنوات، فرفضوا دعواه ففتش في غنمهم فوجد ثلاثة خرفان، وقال هذه الخرفان الثلاثة أولاد الشاة فكذبوا دعواه، فقال: أريد منكم أن تحلفوا بالله العظيم أن هذه الشاة ملك لكم وأن هذه الخراف الثلاثة ليست أولادها وأترككم، فسمعه شيخ كبير السن من هؤلاء البدو الذين في حوزتهم الغنم فقال أعوذ بالله، الشاة وجدناها قبل ست سنوات كما تدعي والخرفان الثلاثة أولادها وهي مضرع خذها واكفنا شرك وشر حلف الكذب.
فأخذ الشاة وأولادها وسلمها لصاحبها بنخل الوالد بالمريدسية واسمه حمد بن عثمان الدبيخي.
وسرقت شاة فتبع أثرها وأثر السارق حتى وصل إلى المكان الذي نزل فيه السارق فشكاه إلى أميره، فقال الأمير: أين المتهم؟ فقال صياح أنا أقف خارج بيته وأنادي الشاة بصوتي إن أجابتني بثغائها الذي أعرفه فهو سارق والشاة لصاحبها أخذها إليه وإن لم ترد علي الشاة وصوتها من داخل بيته فلا