المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث كانت إقامته منذ أكثر من خمس وثلاثين سنة - وتجاوز عدد المصلين عليه المليون مسلم، وجاوز عدد الذين مشوا في جنازته إلى البقيع الطاهر مئات الآلاف من المؤمنين الصادقين وهو ما يفرح القلب، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئًا، إلا شفعهم الله فيه) رواه مسلم، و"بيننا وبينهم الجنائز" كما ذكر أحد السلف.
ثانيا: اشتهر - رحمة الله عليه - بجمعه بين الدين والأدب والحكمة وبعد النظر وحسن الخلق والكرم ومحبته الناس وصلة الرحم، وكان متواضعًا محبوبا من جميع جلسائه ومعارفه وأقاربه، ولذلك فأثناء العزاء لم يجد الكثير الكثير من المعزين برحيله أماكن جلوس من الازدحام الشديد، ولم تهدأ التليفونات والفاكسات والبرقيات من عزاء الأصدقاء والمحبين، ولقد كان على رأس المعزين سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز رئيس هيئة كبار العلماء والمفتي العام للمملكة، وكثير من أصحاب السمو والوزراء والمسئولين والمشايخ وأهل العلم وآلاف المعارف والأصدقاء ومئات الأقارب.
والحمد لله فجميع المعزين ترحموا عليه ودعوا له دعوات صادقة بالرحمة وجنات الخلد، جنات النعيم جعلها الله في موازين حسناتهم وفي صحائف أعمالهم، فلقد كسب رحمه الله المحبة بالله من قبل الجميع خلال سنوات عمره من خلال تدينه وخلقه وحسن تعامله وحبه لصلة الرحم، فسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز أثني عليه ودعا له بالرحمة والمغفرة وذكر الشيخ أبو بكر الجزائري بأنه عرفه خلال الخمس والثلاثين سنة الماضية ولم يسمعه قط يتفوه بكلمة نابية والجميع يشهدون بذلك.
اللهم ناوله كتابه باليمين واحشره في عليين، وفي مقام كريم مع الذين أنعمت عليهم - سبحانك - من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين والأخيار