للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا ساهرًا ونجومُ الليل شاهدةٌ ... وباكيًا حيث لا نجمٌ ولا قمرٌ

وشاربًا من يد الأحزان مترعة ... قد خط باللوح ما يجري به القدرُ

ارفق بنفسك فالأيام ذاهبةٌ ... وما مضى قد مضى والموت مُنتَظرُ

لقد بكينا دمًا من هول فاجعةٍ ... وقد غشينا فلا سمعُ ولا بصرُ

طلت عيون على الأبواب شاخصةٌ ... كأنها قد رجت أن يكذبَ الخبرُ

لو جئت للدار عصرًا كيف تشهدها ... الهالك الأمرُ والإرجاف والبَشرُ

كنّا صفوفًا علينا الطيرُ جاثمة ... في موقف لا لنا ورد ولا صدرُ

هذي اليتامى علاها صفرةٌ وأسى ... كأنها في حياض الموت تحتضرُ

أما البنات فقد زاغت نواظرها ... لم يبق منها سوى الأكباد تنفطر

* * * *

يا واسع الفضل نرجو منك مغفرةٌ ... لوالدٍ طاب منه الخُبْرُ والخَبَرُ

في موكب الخير قد ضاعت شواهده ... وموكب الدين محمود ومشتهرُ

يكفيه موقفه والناس خائفة ... حين الشباب على الأبواب تنتظرُ

حيث الخبيبُ ألوفٌ سار جمعهم ... نحو المدارس فيها النار والخطرُ

فكان أن ردهم بالحسن منطقهٌ ... وحلٌ مشكلة لولاه ما صبروا (١)

* * * *

يا سائرين بعبد الله معذرةٌ ... قفوا قليلًا فما في الناس مصطبرُ

لعل عينًا تسحُ الدمع موفية ... حقًّا لشهم عليه القلب منكسرُ

هو الكريم وآباءٌ له سلفوا ... لا يعقد الناسُ أمرًا فيه ما حضروا

محمد وأخوه الفهدُ ألويةٌ ... والشهم منصور ذاك الصارم الذكرُ


(١) يشير إلى مظاهرة الشباب والطلاب التي قادها عبد الله العكية، وسوف يأتي ذكرها في حرف العين بإذن الله.