ومنحتنا بيتٍ رفيعَ المنالِ ... وأهل التُّقى والخير صاروا ولاته
فيه الحجيج أصواتهم بالعلالي ... بالتلبية حقق لها الله مُناته
وربّيتنا إصغار عُراة هُزالِ ... واسقيتنا دَرٍّ إنظافٍ سُقاته
والبستنا إثيابٍ زهت بالجمالِ ... ودفيتنا وقت المطر والاشاته
ونار نشبّه بين ذيك المدالي ... في قحف طعس شاق قلبي مباته
مع ربع قروم كرام رجال ... في كِلّ روض نازلين إتلعاته
ودّعْ بعضهم مع أبويهْ وخالي ... ياما من إعلوم بقتْ ذكرياته
يا ما دفنًا في ثرى القبر غالي ... وياما طوت سود اللّيالي سراته
وقفتِ في ليل على جُرفٍ جال ... يمّ الأشماط اللي رقينا حصاته
وجريّت صوتٍ فوق ذيك الطوال ... في ليلةٍ عيّا يجيني سباته
ليل طويل سامريته لحالي ... وسط الفيافي اللّي يهابه مشاته
الدّمع منّ عينّي تسحّه سجالي ... والقلبِ من خوفه على الله ثباته
ودمعي تنثر والشّجر كالخيال ... وهبايب الجوزا تثير إجمراته
لو أهني من هو إمريح وسالي ... ما كسّرتْ بعض الليالي إعبراته
كم من قريبٍ لي طوته اللّيالي ... وكم من رفيق ما نسينا إسهراته
لي شفت لكْ سفح رهيب الإظلالي ... فانزل وخلّ النّفس تدرك مناته
ولي جيت لك صيهد رفيع يلالي ... فاطرب بشبّ النار هي وقهواته
ولا جاز لك طعسِ بذيك المفالي ... فاشمر برأسه واكتبن من هُواته
فليا حصل هذا وزين الدّلالِ ... فهذي هي الدّنيا وهذي اثمراته
رفعتِ لله في يديّة سُؤالي ... وربيّ وليّ العرش يسمع دُعاته
وبيبان ربّي ما عليها أقفال ... نلقاهُ دايمْ ما يخيّبْ رجُاته
يا سيّدي فضلك قديم وتالي ... وعطفك علينا إنتطعّمْ حلاته
وإن كان بالدنيا جحودٍ وقالي ... فالله لا ياقي جحود إسواته