للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأخذ يعاتبه: ما لقيت غير بيتي تأتي لتسرقه، هل تظن أنك تفلت من قبضتي؟ ونادى فعلًا زوجته بقوله احضري السكين أقطع رقبة السارق فتوسل إليه الهام بالسرقة أن يعفو عنه، وقال له: يا أبا عبد الله، ما دخلت دارك إلا من الحاجة فأولادي جياع وهنا غلبت العاطفة على نفس صاحب الدار، وقال له: إذن أنا أعطيك ما يسد حاجتك فأحضر له بعض النقود وسلمها له وتركه يخرج من الدار بعد أن عاهده ألا يعود لمثلها.

وكان أمير بريدة الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي عام ١٣٤١ هـ وعلم بالقصة من الجيران الذين سمعوا صوت ابن شريدة وهو ينادي زوجته لتحضر السكين لقتل السارق، وسأله عن اسم السارق فأنكر ابن شريدة وقوع الحادثة ولم يبح باسم الهام بالسرقة (١).

وذكر الأستاذ ناصر العمري أيضًا: أن فهد بن عبد الرحمن بن شريدة من أهل بريدة وهو من الشجعان ويشتغل في تجارة الإبل، وله عادة يفد إلى الملك عبد العزيز آل سعود في الرياض، كان يومًا جالسًا بحضرة الملك عبد العزيز آل سعود في مدينة بريدة في مخيم الملك عبد العزيز فأخذ رجل اسمه شويش يمتدح شجاعة البادية ويمدح الملك عبد العزيز ويقول جاب الله لكم، يا الحضر الملك عبد العزيز فقويت شوكتكم، وكأنه ينتقص الحاضرة ويمدح البادية، فقال فهد بن شريدة أنت من شجعان البادية وأنا رجل عادي من الحضر ومستعد أباريك في مجالات الشجاعة، فسابقه على الإبل فسبقه فهد بن شريدة، ثم تباري معه في الرمي بالرصاص بالبندق على هدف وضع لهم فأصاب فهد بن شريدة الهدف، ثم تصارع الرجلان بحضرة الملك فصرعه فهد بن شريدة، وأعلن الملك أن فهد بن شريدة هو الغالب الشجاع، وعلى العموم شويش شجاع لكنه الغرور داخله فغلب (٢).


(١) ملامح عربية، ص ١٣٤.
(٢) ملامح عربية، ص ٢.