للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أصنع القهوة، فغضب الراعي وقال: أنا امرأة لك أصنع لك الطعام؟ فضحك ابن شريدة وبدأ يصنع القهوة ثم نادي الراعي وطلب منه أن يحضر حجارة مناصب للقدر فأحضرها الراعي ثم طلب منه أن يغسل القدر فغسله الراعي ثم طلب منه أن يحضر حطبًا فأحضر الحطب وأمره أن يضع ماء في القدر حدد له مقداره ففعل ثم أمره بوضع القدر على النار بعد أن أشعلها فهد بن شريدة وطلب منه إحضار البصل وقطع الفص قطعتين ووضعه في القدر.

ثم قام فهد بن شريدة بإحضار اللحمة وطلب من الراعي أن يساعده على تقطيعها وجهزت اللحمة ووضعت في القدر فطلب منه فهد بن شريدة إحضار عيش من الأرز بماعون وحدد له مقداره وطلب منه غسله ووضعه في القدر، وبعد ذلك دعاه فهد لشرب القهوة والشاي في انتظار نضج الطعام، ولما فرغا من شرب القهوة والشاي كان الطعام قد نضج فطلب فهد بن شريدة من الراعي إحضار صحن من الأواني الموجودة، وأمره بغسل الصحن ووضع طعام الغداء فيه وتقديمه وهنا أدرك الراعي أنه هو الذي صنع طعام الغداء تحت إشراف وتوجيه رفيقه في السفر وقدم الطعام فأكل منه الرجلان فأعجب البدوي طعمه إنه لحم وأرز مكبوس فضحك فهد بن شريدة وقال أينا صنع الطعام؟

فقال الراعي الحقيقة أنا صنعته بأمرك وإن شاء الله غدا وفي المساء سوف أصنع طعامنا دون كبر أو أنفة أو شعور بالمهانة، فالرفيق يخدم رفيقه في السفر ولا عيب في ذلك (١).

وقال العمري أيضًا:

فهد بن عبد الرحمن الشريدة يشتغل بتجارة الإبل وهو رجل شجاع باع يومًا بعيرًا وقبض ثمنه ووضعه في داره، وفي الليل دخل سارق إلى بيته يبحث عن النقود وشعر به فهد بن عبد الرحمن الشريدة فأسرع إليه ومسكه


(١) ملامح عربية، ص ٢٢٣ - ٢٢٤.