على إبلهم وليس معهم طعام فوجدوا إبلًا لصديق لهم ترعى فاتفق إبراهيم بن شريدة وعبد الرحمن بن خطاف، وعبد الله بن غصن على ذبح ناقة من تلك الإبل، فقال إبراهيم بن شريدة: لكم علي أن أمسك بفكي أسنان الناقة فلا ترغي، وقال عبد الرحمن بن خطاف: لكم علي أن أذبح الناقة وهي واقفة، وقد قام كل منهم بما تعهد به وذبحوا الناقة بعيدا عن راعي الإبل خوفا من الدخول معه في أخذ ورد وأخذوا من لحم الناقة ووضعوه في النار حتى نضج فأكلوا وحملوا معهم وأعطوا من حولهم من رفاقهم ووصلوا إلى التنومة فطلبوا من صديق لهم أن يعطيهم تمرا ويعطوه لحما ففعل وأعطوه لحما وساروا في طريقهم إلى بريدة، وفي بريدة كلهم موسرون ولكنها ظروف الحرب المفاجئة التي لا تمكن المحارب من الاستعداد بالطعام الكافي (١).
قال علي بن عبد الله بن محمد بن شريدة في عدد من أبناء عبد الرحمن الشريدة أيضًا وهم موسى وراشد وعلي.
موسى وراشد غَرَّبَوا يم الأمصار ... والكل منهم زار هاك الصعيد
وإلَّا (علي) حط البريِّق على النار ... وقالوا ركبنا، قال: نَوّ الشديد
وده يسولف عند بشات الأنوار ... الرزق عند الله ضمان أكيدِ
ومن تجار الشريدة وكبار عقيل سليمان بن الزعيم محمد بن عبد الرحمن الشريدة، كان من كبار رجالًات عقيل تجار المواشي إلى الشام وفلسطين ومصر، ومن أوسعهم تجارة بالإبل.
إذ كان يسافر إلى الشام معه رعايا من الإبل وبصحبته عدد كبير من الأعوان والعمال، وينضم إليه صغار عقيل وهم الذين لا يستطيعون أن يسيروا قوافل لهم منفردة تحتاج إلى حراسة وعناية بالمراتع والمراعي التي تصادفهم في طريقهم.