ذهب سليمان بن محمد الشريدة مرة إلى الشام ومعه عدد كبير من الإبل ومعه أعوان ورجال له، وكان من عادة الأمير عبد العزيز بن مساعد أمير حائل أن يأخذ على كل بعير من الإبل المعدة للتجارة إلى الشام ريالًا واحدا، أو قال ريالين، بمثابة الضريبة على هذه الإبل التي تصدر من نجد إلى الشام، وهي سلعة وطنية، وذلك بموجب أمر من الحكومة السعودية.
وقد نزل سليمان بن شريدة ومن معه من الرجال والمرافقين من التجار ومعهم إبلهم غير بعيد من مدينة حائل.
فأرسل ابن مساعد رجلًا من رجاله كان معه عندما كان أميرًا على بريدة من أجل أن يكون رفيقا بابن شريدة، ومن معه من أهل بريدة، لأن ابن مساعد يجل أهل بريدة ويقدرهم، وأرسل معه رجلًا أخر أصغر منه قدرًا.
ولما وصل إلى ابن شريدة ذبح ابن شريدة ست ذبائح أي ستة خرفان يقصد من ذلك أن يعشي رفقاءه في السفر وأخوياه كما يسمون وعماله، وأن يكون ذلك أيضًا بمثابة الاحتفاء برجل الأمير ابن مساعد.
فلما رأى رجل ابن مساعد الذبائح الست تذبح قال لصاحبه، وبعض رجال ابن شريدة يسمعون: يا فلان، ترى ابن شريدة ذابح لنا الذبائح علشان نسامحه عن بعض البعارين ما نأخذ عليهن رسم، لكن احرص لا نخلي له شيء، نبي نأخذ على كل البعارين.
وكان بعض رجال الأمراء قبله يتسامحون في مثل هذه الأمور إذا رأوا بعيرا ضعيفًا أو حتى يتعمدون أن يتركوا عددا من الأباعر لصاحبها دون رسوم، إذا تيقنوا أن أحدًا لن يفطن لهم.
قال الدبيخي: وكان مع ابن شريدة فلان الصبيحي، وهو رجل شجاع فلما