سمع كلام رجل ابن مساعد قال له: يا فلان، ها الذبايح ما هي على شأنك، هذي من أجل مقام معزبك الأمير ابن مساعد، وإلا لو القصد أنت كان ما تستاهل من يذبح لك ولا دجاجة، وابن شريدة ما قال لك تسامح عن شيء.
قال: وتقول لي كذا، والله لأبلغ الأمير ابن مساعد! فقال: أنت تقول كذا، والله ما نعطيك أنت ولا ريال.
لكن لو بك خير ما سويت كذا، وأنت ما كبر بطنك إلَّا موائد أهل بريدة.
قال ذلك لأن رجل ابن مساعد كان يعيش في بريدة سنوات.
فذهب رجل الأمير مغضبا إليه، وأخبره بالخبر، فأرسل ابن مساعد إلى سليمان بن شريدة ومن معه فسألهم عن الأمر ولم يعنف عليهم لأنه يعرف أنهم ليس لديهم معارضة لأمره.
فأخبروه، وقال ابن شريدة: أنا ذبحت ست ذبائح تقديرا لك يوم جا رجَّالك، وهذا كلامه، فأرسل معه غيره، وانتهى الأمر.
وكانت نهاية سليمان بن محمد بن شريدة هذا نهاية محزنة، إذ قتله غلاة البادية قبيل وقعة السبلة هو والذين معه، لكونهم على زعمهم يذهبون إلى بلاد الكفار، وأنهم ليسوا على شيء من الدين.
وقد تكدر الملك عبد العزيز بن سعود لمقتل ابن شريدة فهو تاجر من رعيته، ولكن الأهم من ذلك أنه ابن لمحمد بن عبد الرحمن بن شريدة الذي يجله الملك عبد العزيز ويحترمه.
وصمم على أن يقتص من أولئك الأعراب لقاء مقتل ابن شريدة حتى أكد الأستاذ ابن مانع الذي كان مع الملك عبد العزيز آنذاك أن مقتل ابن شريدة كان من أسباب وقعة السبلة، التي أسفرت عن هزيمة أولئك الأعراب الغلاة.