للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال محمد بن مانع المترجم في ديوان الملك عبد العزيز آل سعود:

وفي بداية سنة ١٩٢٩ م كان من غير المستطاع السيطرة على الإخوان (١)، فحوالي ذلك الوقت أقدموا على ارتكاب جريمة شنيعة حين هاجمت قوة منهم قافلة كبيرة للتاجر المشهور ابن شريدة، الذي كان في طريقه من بريدة إلى دمشق، وقد حاول ابن شريدة وعدد من رجاله أن يقاوموا لكنهم قتلوا وأخذت قافلتهم.

وتلا تلك الحادثة ما كان أسوأ منها، ففي اليوم الثاني عشر من شهر رمضان والملك يتأهب للتوجه إلى الحجاز لأداء الحج، وردت الأنباء بأن اثنتين من أعظم قبائل الإخوان، عتيبة ومطير، اجتمعتا في شمال القصيم استعدادًا للقيام بأعظم هجوم شامل على الأراضي العراقية، فأدرك ابن سعود عدم جدوى محاولاته إقناعهم بالطرق السلمية، وأن الحركة التي أنشأها لنشر السلام والاستقرار في مملكته صارت أداة للعنف والفوضى، ولقد أصبح واضحًا كل الوضوح أنه يجب سحق الإخوان، وأن القوة يجب أن تواجه بالقوة، فبدأ جلالته يستعدَّ للحرب وقلبه مثقل بالألم (٢).

إلى أن قال:

وفي اليوم التالي المذكور قدم إلى مخيمنا عبد العزيز بن فيصل الدويش ممثلًا قبيلة مطير وماجد بن خثيلة ممثلًا قبيلة عتيبة، وقالا للملك: لقد أرسلنا زعماء القبيلتين، إننا نطلب العفو منك، ونرجو أن تحل خلافاتنا بالطرق السلمية، ونحن لا نريد الحرب، ولقد علم المتمردون أن الغزو على قافلة ابن شريدة قد أغضب الملك جدًّا، وإعرابا عن حسن نواياهم عرضوا عليه أن


(١) يعني غلاة الأعراب.
(٢) توحيد المملكة العربية السعودية، للأستاذ محمد المانع، ص ١٢٥ - ١٢٦.