للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يدفعوا ثمن الإبل التي كانوا قد استولوا عليها، وكان جواب الملك لهم: نستطيع أن نتحاكم إلى قاضي الشرع ونرى ما الذي يحكم به، وكان القاضي المعيّن من قبل الملك ينظر في الأمور طبقًا لأحكام القرآن، وكان له أن يحكم في القضايا الجنائية، وقد أراد الملك بجوابه أن يضع زعماء الإخوان أنفسهم بين يدي القضاء الشرعي ليتبين ما إذا كانت أعمالهم إجرامية في نظر الشريعة أم لا، وبما أنهم سيتهمون بعدد من أعمال القتل والسرقة فإنه لم يكن مستغربًا أن تكون الفكرة غير مستحبة لدى رسولي الإخوان، وقبل أن يغادر الرسولان بذل لهما الملك، بكرمه المعهود هدايا من المال، ثم دعا رؤساء القبائل الذين كانوا معه وسألهم عن آرائهم في استرحام المتمردين (١).

وكان هناك تقليد في الصحراء يجعل رئيس القبيلة مسؤولًا عن أية جريمة قتل يرتكبها فرد من قبيلته حتى يعثر على القاتل الحقيقي ويحكم عليه، وفي هذه الحالة لم يتقدم أي أحد من الرؤساء ويتحمل مسؤولية قتل وسلب من كانوا في قافلة ابن شريدة التي كانت في طريقها إلى دمشق.

ثم عاد رسول الملك وهو يقول: سيدي، لم أستطع الوصول إليهم، فما أن اقتربت منهم حتى بدأوا يطلقون النار عليَّ.

فصمت جلالته لحظة ثم صاح: توكلوا على الله واستعدّوا للحرب، وانحنى إلى الأرض وأخذ حفنة من التراب ورماها في اتجاه العدوّ، اقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وكان المعنى الرمزي لذلك الدعاء إلى الله بأن يشتت شمل جيش العدوّ (٢).

ويشبه مقتل سليمان بن محمد الشريدة ومن معه من رفقائه وأعوانه مقتل


(١) توحيد المملكة العربية السعودية، ص ١٣٤.
(٢) توحيد المملكة العربية السعودية، ص ١٤٣.