للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عمه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الشريدة، الملقب الديدب لكثرة أسفاره، فهو لا يستقر أبدًا، مات والده عبد الله بحدود عام ١٣٢١ هـ - وكفله عمه الجواد المشهور محمد بن عبد الرحمن، إذ قتلته الحويطات عام ١٣٤٩ هـ تقريبًا، وقد ذكر لنا عدد من العقيلات أنهم كانوا معه حينما قتل، ولأمر ما - اختارته الحويطات، فقد كمنوا ليلًا حينما رأوا العقيلات ينامون قرب الأردن متجهين إلى القصيم، وعندما أذن العقيلات لصلاة الفجر وأشعلوا النار وصلوا وأفطروا وبان النور تماما، أراد الديدب أن يركب مطيته فاصيب بطلقة أو أكثر من الرماة المختفين، فدُعر العقيلات والرعيان وهربوا يمينًا وشمالًا لأنهم لا يرون الأعداء، وقد بكاه رفاقه من العقيلات حضرا وبدوا لمروعته وشهامته ورجولته وشبابه.

وقال أحدهم:

يا ابن شريدة جفاني النوم ... ومن الغرابيل ملتاع

يا راعي القبر با مرحوم ... ما ترفع الراس وتراعي

وتشوف ضيم علينا كوم ... مالك من القبر مطلاع

الجيش عقبك غدا لهموم ... رعية مالها راعي

يا ليت من هو حضرك اليوم ... ويفداك بالروح فزَّاع

قبلك فقدنا عقيد القوم ... سيف رهيف وقطاع

عمّك محمد بعيد الحوم ... ريف لربعه ومرباع

وأنا أشهد إنك ربيع دوم ... من راس قوم لهم باع

بك للكرم عادة واعلوم ... وفعلك كثير بالاسماع

يا معزّبي ما عليّه لوم ... نخيت مير الندا ضاع

صرخت يمكن أشوف القوم ... مير انت ما تسمع الداعي