الفراق وحاولت التغلب على نفسي فألزمتها الصبر لأقدم ما أستطيع اعترافًا بالفضل لأهله فإليك الأبيات من قائلها صالح المقيطيب في ١/ ١٠/ ١٤٢٠ هـ:
رضينا بك اللهم رَبًا وخالقًا ... رضينا برب عن يقين عبدناه
له الحمد في الأولى له الحمد آخرًا ... عليم بفعل العبد لو كان أخفاه
فسبحان رب قدر الرزق للورى ... كما قدر الآجال والخلق أحصاه
قضى الله أن يسترجع الخلق كلهم ... كذا يبعث المخلوق كالبدء سوَّاه
لنا عودة بعد الحياة وموقف ... لكل كتابٌ حاضر سوف يعطاه
به ما عملنا في الحياة مسجل ... فيارب ربحنا إذا ما وزناه
طوى الموت أقوامًا وأفنى ديارهم ... فكم أمر ناهٍ وما هدَّ مبناه
مآل الفتى موت متى حان وقته ... وما بعد هذا الموت ربي تولاه
فليست لنا الدنيا مقرا ومنزلًا ... ولكن كظلٍ زال لما نزلناه
يعيش الفتى ما دام في العمر مهلة ... وأرزاقه تجري كذا السهم أخطاه
وحتى إذا ما استنفد العمر جاءه ... رسول لقبض الروح والقبرُ حياه
فهل يستطيع الجاهُ تأخير لحظة ... كذا المال لو يجدي لكنا بذلناه
وكنا بذلنا للشقيران شيخنا ... ولكنَّ هذا مستحيل علمناه
ففي نصف شهر الصوم حانت وفاته ... قبيل غروب الشمس ربي توفاه
وقد فارق الدنيا وحيدًا لقبره ... فيا رب فاقبل ما له قد دعوناه
عزائي إلى آل الشقيران كلهم ... بشيخ لنا بالأمس كنا فقدناه
بكينا أبًا قد عاش للخير منبعًا ... وقد فارق الدنيا وللعلم مسعاه
بكى الأهل والجيران يوم رحيله ... ويبكيه من ضمن الأهالي مصلاه
له بقعة خلف الإمام وقد بكت ... فراقًا كما حنَّ الطريق لممشاه
كذا مصحف يتلو به كل وقته ... ولم يدعُ داعي الخير إلا ولباه
وكم ختمةٍ لله يرجو ثوابها ... غدًا صاحب القرآن في القبر يلقاه
وكم ركعة بعد الشروق وسجدةٍ ... يؤدي وعند الله يومًا سيُقضاه
وكم صام شهرًا كابد الجوع والظما ... وكم قام ليل الصوم لله ناجاه